فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

المثقفون في الوطن العربي وحدهم الذين نبهوا المواطن العربي إلى قضية تطبيع العلاقة العربية مع "الإسرائيليين". وقد نبه إلى هذا الخطر مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الخرطوم عام 1967، والتي عدها الأستاذ محمد حسنين هيكل "قمة اللاءات الثلاث" )لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع "إسرائيل").
وما اتضح مؤخراً أن الخليجيين طبعوا العلاقات مع اليهود سراً بينما كان التطبيع الصريح مع مصر السادات، بإشراف الرأسمال اليهودي والمؤتمر القومي اليهودي فرع أمريكا. وملاحظة مهمة أن الرئيس جيمي كارتر خصص بعض غرف البيت الأبيض ليعطي كبار الساسة اليهود الرأي والمشورة لإخوانهم المفاوضين الصهاينة برئاسة مناحم بيجن التوراتي المتطرف، والذي كان يستفز السادات مما جعله (السادات) يأمر سكرتاريته بحزم الحقائب للعودة، وحينها كان كارتر يتدخل للتهدئة وتبرير الموقف.
لقد اشترطت الدول الاستعمارية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لنجاح أي مشروعات بينية مع العرب، أن يظهر العرب ليونة تجاه "إسرائيل"، بما في ذلك تمويل ميزانيتها. وارتأت هذه الدول الاستعمارية أن تضمن وجود "إسرائيل"، خاصة وأنها تعيش وحيدة غريبة في محيط من الوحوش الذين يترقبون افتراسها في أي فرصة سانحة! مثال ذلك عندما حدثت الحرب (حرب التحريك، بمفهوم كيسنجر) عام 73 حينما استنصرت جولدا مائير برئيس أمريكا قائلة: "أدركوا إسرائيل، إنها في حالة نزع خطير". وبناء على هذا الاستنجاد "المبحوح" بصوت جولدا بادرت أمريكا بمد جسر جوي عدة وعتاداً ففتحت ثغرة "الديفسوار" لتوقف خطورة التمدد والخطر المصري.
إن تطبيع العلاقات العربية "الإسرائيلية" تمثل أخطارا استراتيجية، على رأسها نهاية القضية الفلسطينية من جانب وإنشاء قواعد "إسرائيلية" على امتداد الوطن العربي، والسيطرة المطلقة على ثروات العرب ومنها آبار النفط والثروات المعدنية الأخرى.
لقد بدت سوأة الأعراب وبدون خجل وأصبح المستور مكشوفاً، وأصبحت شعارات أعراب الخليج تُرى بعد أن كانت تُسمع، لدرجة أن عبدالله بن زايد يفخر بعرض الاتفاقية بما يشبه علامة الانتصار، بوقاحة ظاهرة.

أترك تعليقاً

التعليقات