فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ما هو مؤكد أن العالم -حتى الآن- ما يزال يقفز قلبه من الخفقان خشية ألا تعلن الشقية السعودية ما وافقت عليه في آخر جولة وساطة بينها والجمهورية اليمنية أنصار الله، بعد مفاوضات سرية وعلنية. وبدهي أن العالم -حتى اللحظة- يترقب نتيجة مفاوضات «اللمسة الأخيرة». وحتى كتابة هذه السطور لا نعلم ماذا يجري خلف الستار. أما الذي يعلمه اليمنيون والعالم أن قائد الثورة قد جدد ما يريده الشعب اليمني، وهو وقف العدوان، وصرف المرتبات لكل أبناء اليمن، وسحب جيوش الاحتلال، وفتح الموانئ والمطارات، وجبر الضرر الذي سببه العدوان، وعدم قبول أي شرط سعودي يُخل بالسيادة اليمنية. كما أن العالم يعلم أن الحرب ضد العدوان ستكون، لأننا في اليمن لم يعد خيار الحرب يؤثر فينا، لأننا لم نعد نملك شيئاً نعدمه حقاً، إن الحرب ليست في مصلحة أي طرف، فمليارات الدولارات التي ينفقها بنو سعود يفترض أن تصرف في سبيل التنمية، فالإحصائيات تؤكد أن الأميّة في السعودية تبلغ 65% بحسب 2013، وأن الصحة تعاني بنسبة 70%، ونسبة تزيد على 80% من السعوديين لا يملكون مساكن خاصة، وأن البنية التحتية ماتزال تعاني، بدليل أنه لا مصارف للسيول التي تجتاح المدن والقرى السعودية كل عام وتدمر كل شيء، وهو ما يقوله الواقع، إضافة إلى أن الفساد مستشرٍ في الوسط الإداري، بدليل وجود تفاوت طبقي رهيب.
ونكرر السؤال: أليس هناك فرص تمكن العقلاء من لجم هذا التهور المغامر، ليرجع ابن سلمان عن غيّه الضال غير المقدر لعواقب الأمور؟! ألم يحن أن ينهض المثقفون والعلماء ليكسروا حاجز الصوت والصمت معاً ليردعوا شهوة التدمير لدى ابن سلمان، هذا التدمير الذي يضر بالسعودية واليمن معاً؟!
على مدى 8 سنوات، وندخل في التاسعة، كان على ابن سلمان أن يفهم أن هذا الرقم من العدوان على الشعب اليمني يمكن أن يتضاعف لإنجاز قرار مستقل يراهن اليمنيون على إنجازه مهما كانت التضحيات، والسفاهة لا تعمل حسابها للعواقب. نعلم ما يعانيه العمانيون الأشقاء من ضغوط ومن حرج ينتجه التردد السعودي كل يوم بشكل؛ ولكنها ضريبة الجوار الأخويّ.

أترك تعليقاً

التعليقات