فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كانت حكومة الإنقاذ قد تعهدت لنا بأنها ستمنحنا في كل شهرين نصف راتب. ومرت شهور ونحن ننتظر. ومما يدل على تماسك جبهتنا الداخلية مواصلة الصبر الذي نود أن يكون مقدمة العطاء، فمع هذا الصبر الجميل لا بد من تنبيه قيادة حكومة الإنقاذ إلى مباشرة ما يجعل شعبنا قادراً على مواصلة الحياة وإرغام أنوف المتكبرين وإعطائهم دروساً في المفارقات بين أساطيل العدوان المجهزة بكل عتاد وعدة وبين إيمان الفئة المستضعفة التي تسجل انتصارات تصل حد المعجزات بأقل القليل من العدة والعتاد ما يجعل الموازنة غير منطقية، وإن كنت أقترح أن نتبادل المواقع فينزل الوزراء بإمكاناتهم المادية إلى ساح الجهاد لينظروا كم يبلغ الصبر أقصى غايات الممكن عند الحفاة العراة إلا من ملابس الشراء من الله، باعوا أرواحهم في سبيل الله، فهم ينتصرون لله ولرسوله والمستضعفين الذين لا يملكون في الأرض حيلة ولا يهتدون سبيلاً إلا من بعض حبيبات وجرع ماء يلتمسونها من حفر الصخر، ولا يستمدون معنوياتهم إلا من صدق وعد الله الذي لا يخلف وعده رسله، فقد بشر الله الصابرين بأن يوفيهم أجرهم بغير حساب.
يا أصحاب المعالي الوزراء، لا معنى لكم ولوجودكم إذا كنتم تصمون آذانكم عن أصوات الجوعى وذوي المسغبة! وينتظر كل وزير إفطاره وإفطار أولاده ووجبات غدائه وعشائه وأولاده، وإفطار المجاهدين وماذا يطعمون وهم موزعون بين شواهق الجبال ومهامه القفار بينما أسرهم يتابعون أخبار الصمود عسى أن يجود أهل "الإنقاذ" بسَوْق نصف المرتب الموعود، فالأطفال الصبية غير مؤهلين للصبر والانتظار الطويل.
إن المرء ليستحي أن يرى بعض مظاهر الجوع، طفلاً يبحث في القمامة لأب أقعده المرض عن الحركة، ولأم إن خرجت تسأل الناس إلحافاً أزال خديها مصونات دموعها السواكب، فلم يسعها إلا أن تجأر بالدعاء، تشققت قدماها من طريق سؤال غير ذي جدوى، بينما يرجو صوتها وصوت بائسات أخر أن نسأل من لا يهمهم الأمر كيف أماكن التجار، متاجرهم، ملأى بالغذاء، بينما بطون الفقراء تلتصق بالمسغبة.
يا دولة ابن حبتور، أنجز حر ما وعدت! اللهم فاشهد.

أترك تعليقاً

التعليقات