توفيق!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ليست تظاهرة استفتاء، وليست جماهيرية حزب، وليست دليل محبة، وليست رسالة للداخل اللبناني والخارج الجغرافي، وليست استجابة لدعوة القائد الشهيد... بل هي كل ذلك، تظاهرة استفتاء وجماهيرية حزب ودليل محبة ورسائل وليست رسالة واحدة للداخل اللبناني والخارج الجغرافي الذي يعمل حسابه الخطير في معاهد دراساته وبحوثه الإحصائية لحجم المظاهرات وأرقام الأعداد. ومعروف أن الكيان الصهيوني، ومن باب الإيمان بالعلم، له مئات المراكز البحثية والدراسات الاستراتيجية تهتم بهذا المجال. ولقد أفزعته هذه الجموع التي لم يجد الكثير منها الفرصة لحجز الطيران إلى بيروت للمشاركة في تشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين رحمهما الله وبارك مثواهما، منورين بسراج الشهادة. ولا بد أن نذكر المحبين والأعداء بعبارة الشهيد أبي الأحرار والثوار الشهيد حسن نصر الله بدعوة ختمها بوداع تمنى من خلاله الشهادة.
لقد تابعت بعض جلسات مجلس النواب التي ناقشت بيان حكومة سلام المدعومة بقوة من السعودية وأمريكا وفرنسا، فأسفت شديد الأسف للانقسام -المهذب المؤدب- بين رأي ينصح بل ويقف جهراً ضد المقاومة الشيعية بقيادة حزب الله، هذه المقاومة التي أحرزت انتصارات كاسحة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، خاصة في حرب 82 و2006، والتي قادها بكل ريادة وكفاءة الشهيد النصوح حسن نصر الله، ورفاقه الميامين. هذا الاتجاه يذهب إلى أن لبنان بحكم تكوينه الجغرافي والسكاني لا يقدر أن يواجه المد الصهيوني، الذي يعتبر لبنان بوابته الجنوبية لاستمرار مخططاته الاحتلالية. ولاعتباره سوراً يحول دون تمدد الاحتلال الصهيوني، فلا بد أن تكون هناك مقاومة تحمي اللبنانيين ولبنان. أما الاتجاه الثاني فيذهب إلى ضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ليكون تحقيق الشعار «لبنان أولاً». ويكون اللبنانيون قد علموا أن هذا الشرط إنما هو فارغ من الحقيقة التي هي فكرة «إسرائيلية» معلنة عبارة عن مصيدة «إسرائيلية» تهدف إلى تعطيل الوطن من أهم مقوماته الدفاعية، بل ومصالحه العامة.
ولقد جرب الوطن العربي هذا الشعار، كمصر، التي كثيرا ما روج له فيها الرئيس المصري أنور السادات حين داعب الشعب المصري الذي اصطلح مع الكيان اليهودي، فإنه سيعيش حالة رفاه، فكل مصري سيحظى بفرخة (دجاجة) على مائدة غذائه، وسيوفر جيشه الباسل مليارات الدولارات للغذاء المرفه، بدل أن يذهب لشراء سلاح لقتال «إسرائيل»؛ «فمصر أولاً»، وهي نفسها الدعوة التي يكررها أذناب «المجلس الانتقالي» بقيادة الذيل عيدروس الزبيدي، الذي بذل التطبيع و«الطبيعة» للكيان الصهيوني إن اعترفت «إسرائيل» بـ«المجلس الانتقالي». وحتى الآن وكلاء الإمارات والسعودية يعرضون عمالهم للكيان الصهيوني حتى أن يكونوا محاربين في «جيش الدفاع الإسرائيلي»!

أترك تعليقاً

التعليقات