فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الثورة تعني اصطلاحاً التغيير الجذري للوضع العام والتبشير بوضع عام جديد يهدف إلى تنمية حقيقية شاملة. ولقد استبشر شعبنا اليمني بثورة سبتمبر 2014 متممة سبتمبر 1962، إذ بدأت ترد المظالم إلى أصحابها، وتعصف بالجبروت الذي امتص دماء الشعب اليمني، وهبّ المستضعفون مدفوعين بآمال خضر مؤنقة ينتصفون من الطغاة والجبارين المستكبرين. وإذ يعلق المظلومون آمالهم الكبار والصغار على هذه الثورة المباركة، فإنهم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون: هل يتمكن المستضعف الفقير المنهوب الحق من استرداد حقه المغتصب، بيتاً أو مزرعة أو أرضية...؟!
لقد اتجهت عجلة الثورة نحو الأمام، وسرعان ما كشر المتكبرون في الداخل والخارج عن أسنانهم "الدراكولية" ففتحوا عشرات الجبهات واستخدموا الطائرات والدبابات والغواصات لوأد هذه المسيرة بكل أموالهم وصفاقاتهم ليستمروا في ظلمهم وطغيانهم وبكل عنفوان على مستوى الدنيا والدين يُحلون قتل الشعب وانتهاك العرض واستباحة الحق. وينبري هذا السؤال من بين السطور: هل بإمكان ثورة الأنصار الأحرار أن ترد ظلامة وتنتصر لحق؟!
إن عشرات بل مئات الملفات حبيسة الأدراج، بأوامر سدنة النظام السابق. ومن هذه الملفات أراضي الأوقاف وأملاك الدولة التي تصرَّف بها أصهار النظام السابق باعتبارها أملاكاً خاصة، ومن يشك في ذلك فعليه أن يراجع (تعويضات) وزارة المالية، ولن يفاجأ هذا المراجع لا نقول بعشرات الملايين، ولكن بمئات الملايين التي صرفت تعويض ضرورة لمن يدعون أنها أرضهم، وهم في الغالب أقرباء الرئيس صالح وأسرته المقربة. وليس من شك أن السجلات حاضرة لمن يريد أن يصحح أو لمن يريد أن يسترد المال المنهوب.

أترك تعليقاً

التعليقات