فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ولو أنها جاءت متأخرة تخصيص هيئة موكلة برعاية الإبداع والمبدعين، تنتابني رعشة تشبه رعشة العذري جميل، وأنا أرى فتاة يمنية تخترع جهازاً للغسيل الكلوي، وأرى جهازاً لخلط الإسمنت يتسلق أوتوماتيكياً طبقات العمارة الكبيرة، وجهازاً آخر لصناعة الأوكسجين بيد فتيان يمنيين.
إن الفكرة التي يجب الإشارة إليها أن هؤلاء اليمنيين فتيان وفتيات فقراء، ربما أذلهم العوز فادخروا بعض الضرورة لإنجاز شيء من الضروري.
إن مما هو جدير ذكره أن الفتاة اليمنية أصبحت تخترق منطقة التحدي جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، مما يجعل العزيمة متكافلة ومتكاملة للدفع بنوايا كل اليمنيين نحو مستقبل تستحقه الآدمية اليمنية.
لقد أصبحت فتاة اليمن تناكب أخاها اليمني على طريق التميز مما ينفع الناس في بلد طال مثواه بين القبور.
لقد طال عهد الآخرة بنا وآن لنا أن نعيش عهد بعث جديد نستشرف فيه آفاق الاستقرار والحرية، ولا يمكن أن نحقق ذلك إلا بعزيمة دبر أمرها بليل ونهار مندفعة برياح تغيير عاتية تأتي على كل شيء سالب ومخالف لقواعد التغيير المنشود. 
وملاحظة أخرى جديرة بالتنويه، وهي أن هذه الخطوات لا بد أن تليها خطوات، ولا يمكن أن تتم هذه الخطوات إلا أن تكون واثقة، وأن هذه الثقة إنما تقوم على "أثافي" أبعاد ثلاثة؛ البعد الأول العلم، والبعد الثاني المال، والبعد الثالث هو الرعاية والحماية، ثم يأتي بعد ذلك مؤسسة تعنى بالتنظيم والتأهيل والإعداد، ولن يتم ذلك إلا وفق تصور واضح للقيادة العليا والأعلى.
يبدو أن هذا التطور سينمو وفق المسيرة التي بدأت ترى بصماتها وتسمع إيقاعاتها تتعالى، لتكون هذه البصمات وهذه الإيقاعات واضحة المشهد عالية الصوت، لتستحق وجوداً محترماً وواقعاً.

أترك تعليقاً

التعليقات