فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا - 
في 25 مايو سنة 1981 نشأ مجلس التعاون لدول الخليج العربي. نشأ هذا المجلس لتحقيق التعاون بين أعضائه سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً. أما الأصل في إنشائه فهو بإيحاء إمبريالي أوروأمريكي، ليلحق ويكون تابعاً للمعسكر الغربي مقابل حلف وارسو الشرقي بقيادة منظومة الاتحاد السوفييتي، وبضمانة أن تقوم أوروبا والولايات المتحدة بحماية دول الخليج التي أسستها الحكومة البريطانية بوجه خاص.
وقد نشرت (The Times) و(The Daily Telegraph) البريطانيتان مقالات تشيد بإنشاء هذا المجلس الذي سيحد من زعامة محمد رضا بهلوي شاه إيران وزعامة العراق وبالأخص صدام حسين الذي أصبح الحاكم الفعلي، منذ عهد الرفيق حسن البكر الذي انقلب عليه صدام حسين سنة 1979 بتدبير مع أعضاء مجلس قيادة الأمانة العامة لحزب البعث العربي الاشتراكي. وقد سعى صدام أن يكون العراق عضواً في مجلس التعاون، موسطاً دولة عُمان التي عرضت الفكرة على البعض من زعماء المجلس، غير أنه قوبل برفض صاخب من قبل فهد وسلطان الذي قال إن المجلس إنما نشأ لمواجهة أخطار شديدة ضمنها الخطر البعثي، فكثف العراق حملة دعائية إعلامية وجامعية ضد مجلس التعاون الذي يشبه في نشأته وأهدافه "حلف بغداد".
وقد حاولت السعودية، صاحبة الفكرة الأساس في نشأة المجلس، أن تسيطر على القرار في المجلس وتملي إرادتها عليه في الحرب والسلم، وهو ما حاولت فعله حين بدأت الحرب على اليمن، إلا أن بعض أعضاء المجلس، كالكويت وقطر، رأوا أن قرار الحرب على دولة عربية شقيقة فقيرة كاليمن، وأن مبرر هذا العدوان كالخطر الشيعي الإيراني والذي بدت علامته تلوح من خلال مناورة على الحدود السعودية، ليس مبرراً كافياً للعدوان على اليمن. وبينما وافقت قطر والكويت -كرهاً- على دعم العدوان السعودي لملابسات تاريخية فإن السيد علوي بن عبدالله، وزير الخارجية العماني، وبشكل واضح، رفض العدوان على اليمن قائلاً بلهجة مسؤولة: ماذا يقول الجيل العماني للجيل اليمني القادم إذا سُئل العمانيون لماذا قتلتمونا؟!
ومؤخراً زار وزير الخارجية السعودي دولة قطر للقاء أمير قطر، وقال مراقبون إن الزيارة تهدف إلى الوساطة لدى الحوثيين بضرورة عدم استهداف السعودية بالصواريخ والمسيرات، وأن السعودية، وفي ضوء تواتر أخبار عن لقاءات حوثيين بمسؤولين أمريكيين تدور بالسر، وهو أمر ينكره وكيل وزارة إعلام صنعاء والشعب اليمني تطالب القيادة السياسية بمواصلة تحرير أرض اليمن بكل السُبل والإمكانات.

أترك تعليقاً

التعليقات