فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

بأي منطق يقبل الصف 80 أو 120 طالباً في مدارس الجمهورية؟ وعلى افتراض أننا سبقنا اليابانيين وفتحنا أدمغة أطفالنا الصغار واستبدلنا هذه الأدمغة بكمبيوترات ليتم بها استيعاب هذا المنهج البليد المتخلف الوضيع التافه الوافد من فم مدرس نسي وجبة الإفطار من أول عدوان سعودي عالمي حصري على اليمني!
لا نعرف كيف يسيغ معالي الأخ الوزير أن يستوعب فكرة واقعية وهي 120 طفلاً في الفصل، ولعل معالي الوزير مشغول بأمور أخرى، من بينها التفكير في كادر وظيفي لمدرسي التربية والتعليم، وإصدار مناهج جديدة بدل هذه المناهج التي تتجاوز الواقع والماضي لتقفز بنا إلى "برزخ" الجهالة والضلال والتخلف بشكله الأعرابي البدوي المتوحش. نعم على جميعنا أن نعذر معالي الأخ الوزير إن كان مشغولاً برسم مواصفات لمدارس ومعاهد لما تزل في علم الغيب.
إن مدرساً مهماً كان يستخدم عفريتاً أو عفاريت من الجن ما استطاع أن يستوعب هذا "الجم الغفير" هذه الجماهير الهادرة ليعلمهم حتى حروف الأبجدية، خصوصاً وأن الطلاب هم نتاج أسرة تعاني أوضاعاً مزرية وتشنجات عائلية مختلفة.
مع مشاغله الكبيرة وإرث الماضي التربوي المتخلف والمختلف معاً، فإن الوزير هو المسؤول الأول عن العملية التعليمية والتربوية في يمننا الحبيب، ولعله سيلحظ هذا الزحام الجماهيري الخانق في الفصول، ومما يضيع وقت الأستاذ "المربي" والطالب هو "قلة أدب" غير قليل من الطلاب الذين ينتمون لأب مشغول بالنوم والقات وقت النهار، ولأم مشغولة بـ"التفاريط" والمناسبات نهاراً ومساءً، فالأطفال يختصمون طيلة الوقت في الفصل ويلعبون كثيراً ثم يتراسلون بـ"الواتس" أثناء الدرس، ويمضي الوقت على هذا النحو من العبث والضياع، ثم لا يمكن للمدرس أن يستمر، فهو إذا حضر فإنه يختصر 5 حصص إلى حصتين، ولا أحد يلومه بمن فيهم معالي الوزير الذي لم يهتم بأمره، ليذهب هذا المدرس أو ذلك ليقيت عائلته، إما مقوتاً أو بناءً أو حمال أحجار أو "مفرص" حطباً أمام أحد الأفران.
إن مجلس النواب مطالب بصياغة قانون جديد للمعلم يعطيه حقاً ويأخذ منه واجباً، لنعيد صياغة عقول أبنائنا وبناتنا، وفق معطيات الواقع اليوم والمغيرات الجديدة.
أما الآباء فإن عليهم واجب متابعة كراسات أبنائهم، ليقفوا على حقيقة، وهي أن هذه الكراسات فارغة ليست تشهد إلا على "تسرّب" الأبناء من مدارسهم.
والحل من معالي الوزير ومن وكلوا بصياغة الرؤية الوطنية. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات