الرسالة المكوكية!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من أجل السلام أولاً، ومن أجل عُمان أولاً، كظمنا غيظنا نحن اليمانيين وصبرنا على قتل أنفسنا بهذه الطائرات والمدافع والمخدرات التي يرسلها إلينا أشقاؤنا أصحاب «الحرمين» الشريفين حتى اليوم، بأيديهم وأيدي المطبعين في الإمارات والأشقاء المرتزقة من أبنائنا اليمنيين الذين خرجوا على الدين وكل الأعراف وتقاليد القبيلة، إذ أصبحوا الإخوة الأكثر ضراوة من أشقائنا أهل الخليج. نعم، يأخذنا الخجل والحياء عندما يرمي أشقاؤنا العمانيون على رؤوسنا «جاه الله» بأن نكظم غيظنا، و»ما عليش يا الربع»، و»اعطونا فرصة ثانية بحق الأخوة»، فنبادر بسحب الأصابع من الزناد.
العالم كله، بمن فيه أهل الخليج، يعلم أن بإمكاننا أن نكيل بالصاع أصواعاً؛ ولكن أشقاءنا الأوفياء أهل الكرم والنخوة والمروءة، أهل عُمان، يمسكون بحلوقنا وأيدينا كي لا ينفلت العيار إلى درجة أن يتهم غالبية شعبنا قيادته السياسية بالخذلان والجبن معاًّ، وتُتهم الوساطة العمانية بالتواطؤ والمداهنة!
الإخوة الأشقاء في عُمان، بكل صدق، تعبنا من هذه الرحلات المكوكية التي تبشرنا بالفرح، بينما مئات الأنفس تموت كل صباح ومساء من الجوع والمرض والرعب ونقص في الأموال والثمرات واليأس والخوف وعدم الطمأنينة.
هناك، يا أشقاءنا العمانيين، مثل عامي مشترك ربما يكون له شبيه ونظير عندكم في عُمان، فنحن نقول في اليمن: «اللي يده في النار ليس مثل اللي يده في الماء»! ارحمونا، لا نريد منكم أن تعطونا المال والسلاح، فقد أعطيتمونا الإخلاص والطيبة، وهذا يكفي، ولكنا نناشدكم أن تزوروا مشافينا وتقفوا على الأبواب لتشهدوا الجنائز بالمئات، لعدم وجود إمكانيات العلاج الذي حرمه أشقاؤنا السعوديون، وأن تزوروا مطار صنعاء لتنظروا كيف يلفظ كثير من إخوانكم أهل اليمن أنفاسهم على سلالم الطائرات ومقاعدها في الداخل، لحرمانهم من السفر في الوقت المناسب!
يا أشقاءنا أهل عمان، تعبنا، والله العظيم، تعبنا!

أترك تعليقاً

التعليقات