فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يعاني المزارع اليمني من عدم وجود مكتب زراعة يعنى بشؤونه الزراعية، فهناك إجماع على أن اليمن بأرضه الخصبة ومناخه المختلف اختلاف الجغرافيا يمكن أن يتجاوز سد الرمق، رمق اليمنيين إلى "العلل بعد نهل" وفق تعبير الأدب القديم. وقالوا -بل قيل- إن الجمهورية قد تجاوزت العصر الحميدي، وأن حكومة من ضمن تشكيلها وزارة الزراعية، فأنكر المزارعون هذا الخبر نكراناً شديداً، وقال "علي ولد زايد" معاصر شعراً: 
يقول علي ولد زايد يا ناس قالوا جمهرة... ما الفايدة؟! أين المحاجن والذرة؟!
غيرنا يحرث كهرباء، وولد زايد فوق المرة!
وقالوا إن الرعية سألوا هذا المدعي الجمهوري: أين الدليل على وجود وزارة؟! فلا حراثات ولا حصادات ولا بذور محسنة ولا اختصاصيو تربية ولا مهند سوري ولا سياسة تسويق ولا مخازن للمنتجات الزراعية! 
ولأن النظام السعودي "... أمن..." من زمان فقد كان هناك اتفاق بين السعودية واليمن على تبادل السلع الزراعية. وبينما توزع متاجر اليمن وأسواقها منتوجات المملكة بعد أسبوع من تاريخ الإنتاج، تظل ناقلات الزراعة اليمنية شهوراً في منافذ الحدود ليقرر المفتي السعودي عدم صلاحية اليمني، أعني المنتجات الزراعية اليمنية.
كنت ذات مرة اقترحت إنشاء بنك زراعي للتسليف، فإذا كان هذا البنك قد وجد فأين هو؟! وإن لم يوجد فلم لا؟!
إن بإمكان هذا البنك أن يقدم قروضاً للمزارعين، وأهمها الجرارات والحراثات، ولا بأس أن يكون هذا البنك شركة مساهمة للجميع!
ما دمنا نطمع في بناء دولة محترمة فلم الكسل في بناء المؤسسات السيادية وأبرزها الزراعة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات