فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
طال انتظار شعبنا اليمني لحكومة التغيير الجذري. ومعنى الجذري أن الفساد من العهد السابق قد بلغ ذروته ولا بد من اقتلاع جذوره من الأساس واستبداله بنظام يشترط فيه الاستواء والوسطية ومجاراة العصر وفقه الأحداث.
لقد يكون مناسباً الإشارة إلى أن النظام الهالك (جذّر) أدوار الفساد وعميقاً، فكتب المدونات الفاسدة في قمة الحكم ووسطه وأسفله حتى لتضيف إلى قواميس الأدواء السابقة كمّاً من رصيد الماضي الفاسد، عنصرية وطائفية ومناطقية، كآليات من آليات الحكم الذي أطاح في نهاية الأمر بنظام "الحنشان" برعاية الزعيم الهالك.
لن يستطع السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -نقولها صريحة- التغيير الجذري وحده، بل يحتاج منظومة آليات كمنظومة البناء الذي يريد أن يهدم تاريخاً من عمارة بنيت على غير أساس من حجر صلد وتقوى، فهذا البناء يحتاج مجموعة هدم من مجارف ومحافر وحفر وديناميت إن تطلب الأمر، وهو يحتاج إلى أدوات بناء كذلك.
لقد يكون من الصعب أن نتلافى شكل الطاعون الطائفي والعنصري والمناطقي بقرار رئاسي، فالحاجة ألا نشمخ بعيداً متجاوزين الواقع، فلا بد من البصر حين نتخذ قراراً، فالألغام تملأ الطرق والممرات تستلزم خبرة في عملية التفجير والإزالة. وقد قلنا من قبل إن هناك من رجال النظام القديم الملكي والجمهوري ما يجعل قيادتنا تستعين بخبرتهم الذوقية والحسية والمستقبلية لنشق الطريق بمسؤولية وعزيمة لتسعد بها القلوب وتفتح الأبصار.
وليس من شك في أن المنطق ألّا نشمخ بأمنياتنا فوق العادات والتقاليد بسرعة ترجوها الشعوب التي تريد أن تحيا حياة كريمة، فلا يوجد أناس أتقياء أنقياء على مستوى تجاوز الواقع، فذلك محال، وإنما علينا أن نسدد ونقارب، فليمد الخبراء قيادتنا بالرأي الأصيل كي يحدث التغيير قريباً، وكما نريد.

أترك تعليقاً

التعليقات