فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تفرض الإمبريالية ثقافة مناسبات معينة لتستر سوآتها القبيحة، كمناسبتَي عيد الأب وعيد الأم اللذين لا يُزاران إلَّا مرة في العام، وينطق الأبناء في وجوه آبائهم: «هاي دادي»! وفي وجوه أمهاتم: «هاي مامي»! فما تكاد تمضي دقائق حتى يتناول الجميع عبارة «باي باي»!!
قبل أيام قليلة، احتفل العالم الإمبريالي بمناسبة «عيد المرأة العالمي»، هذه المرأة التي يحتفي بها العالم الإمبريالي كونها سمة دعائية تظهر على أغلفة وسائل التجميل إلـ»الكوزماتيك». نقول إن هذه المناسبات إن هي إلا خداع مضلل وتغطية على استعباد الإنسانية من خلال «سُخرة» تستغل فيها جهود فئة العمال الفقراء والكادحين في مصانع ومعامل برجوازية قذرة تحيل دم وعرق الكادحين إلى صفائح ذهبية تصب في ردهات بنوك المستغلين عابدي الثروة الحرام.
في عام 1989 زرت أمريكا، وحللت ضيفاً على ولاية ميشيغان مدينة ديترويت، وسمعت أسوأ القصص عن وضع العامل اليمني هناك، الذي يجهل أي معرفة، عدا عضلات هزيلة يحمل عليها ألواح الثلج في دهاليز المصانع. وهو كزميله الأمريكي ذي الأصل الأفريقي لا يتناول وجبة فطور أو غداء جالساً، وإنما واقفاً، يده اليسرى تشتغل بالطعام، ويمناه على دولاب الماكينة؛ لأن أجره يحسب بالساعة والدقيقة! بشاعة استغلال وسوء استعباد!
إن الإسلام الحنيف كرم المرأة خير تكريم، ولسنا هنا بدور مقارنة بين الغرب الرأسمالي والإسلام الدين، فلا مجال للمقارنة، فهي مسلمة، زوجة، حبيبة، أم رحيمة، أخت شقيقة، بنت وصديقة، لها كيانها المستقل، وذمتها المالية المحترمة، يكفلها أبوها وأسرتها حين تكون غير متزوجة، ويكفيها زوجها حين تكون زوجةً. وتكاد تجمع المذاهب الإسلامية على أنها ليست خادمة في بيت زوجها، فما تقوم به من خدمة إنما هو توكيد لرابط الرحمة بينها وبين زوجها، التي هي آية من آيات الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات