فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

قبل إنجاز الوحدة اليمنية عملت السعودية بدعم خليجي وبموالاة أمريكية في المقام الأول والأخير، وقد وصل سعود الفيصل إلى عدن ومعه شيك مفتوح بمبلغ يسيل له لعاب أهل الوحدة وأهل الانفصال، وقام محبو الوحدة في الجنوب بإطلاع محبي الوحدة في الشمال على مراودة الفيصل، فكان أن قال لهم الرئيس: خذوا المال ولا تبيعوا الوحدة، فغادر الفيصل بشيكه المفتوح مذموماً مدحوراً. ويبدو أن مهندس السياسة الأمريكية "جيمس بيكر" قد طمأن السعوديين ألا قلق.
يقول بعض العالمين بظواهر وبواطن الأمور إن الرئيس صالح قد تعهد للسعوديين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأنهم أول من سيجني ثمار الوحدة. لعله كان يشير إلى ترسيم الحدود! نجح الوحدويون وانتصر شعار تمناه كل أبناء الشعب اليمني بكافة فئاتهم وتوجهاتهم، بمن فيهم الشعراء الذين كانوا ولا يزالون يعتقدون أن الوحدة اليمنية ركن من أركان الإسلام والإيمان معاً! واستمر التآمر السعودي، أمير النفط وأمراء الكعبة، يعملون على وأد الحلم الأجمل بكل إمكانات النفط وأمرائه، لا يألون -ومعهم مرضى النفوس من أبناء الوطن الواحد والاثنين معاً- جهدهم على تدمير الكيان الجديد. لم تفسد هذه المؤامرة ضد الكيان الواحد، فلقد قام العالم الخارجي والقوى الأكبر أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي بإثارة المشكلات وصولاً للحرب التي سيفتح لها هذا العالم الخارجي بواباته لاستنزاف البترودولار من أجل تحريك مصانع الأسلحة التي كادت تغلق لظروف متراكمة ومستجدة معاً.
إن من المفارقات المضحكة والمبكية معاً أن كل شيء، بما في ذلك الشعارات والمصطلحات، قد تغيرت، فأصبح التقدمي رجعياً، والعميل وطنياً، والانتهازي أميناً على مكتسبات الثورة... لقد سقط المنبر في حفرة النفاق، وتوحد الكفر مع الإيمان، وتآزر الوحدويون مع الانشطاريين، وأصبح الوحدويون يتبادلون مع العزل الاجتماعي الموقف بكامله.
ما يجري في الجنوب مخيف. والمطلوب إيجاد الكرة كلعبة يتطلبها الذكاء لاختبار قدرتنا، انفصاليين وانشطاريين على الذكاء.

أترك تعليقاً

التعليقات