شعبذة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كثيراً ما تؤمن النساء بالسحر والشعبذة، لأسباب كثر، منها شعورهن بالضعف/ بالنقص، فيلجأن إلى الاستنجاد بقوة قاهرة، فالزوج عندما لا يقوم القوامة الشرعية المطلوبة تجاه زوجه (بدون تاء بعد الجيم) بسرعة أقرب من لمح البصر، تؤمن هذه الزوجة أن زوجها قد سُرق منها، وغالباً ما تكون أمه أو أخته أو قريبته القريبة قد عملت له «عملاً»!
وصديق -أستاذ جامعي- يستنجد بي لأراجع زوجه الحانقة منذ شهرين، وهي أكاديمية تربوية، قالت: أرجوك أن تسأله فيمَ هذا التغيُّر في حياته، أصبح يكرهني كراهة مريبة، فهو لم يعد يطيقني ولم يطق طبخي: نقص الملح، زاد الملح، والبدلة مش مكوية كويس، ورائحة المنزل غير مريحة... وعندما يزور أمه وأخواته يعود مقلوب الصورة، كأنه لابسها قلب، وكان معجباً بصوتي، يسميني أم كلثوم الصغيرة، وأنا أغني في المطبخ أو الحمام، أما الآن فإنه يطلق عليّ: مغنية التلفزيون والإذاعة، يعني شديدة الإزعاج...!
سمعت كما سمع زوجها هذه الدعوى، فقال سلها أين تذهب بفلوس مصاريف البيت والأولاد، وانظر هذه الثلاثة الهواتف المكسورة، لماذا؟ ثم لماذا هذه «الشخاطيط»؟ ورمى أمامي كومة ورق قرأت إحداها: «كم طفن ع عشق برحائيل... برحائيل مادوخ بردوح سيف المولى شماطوف نيكادوف إسرائيل... دهف طلاق نوف متورفسكي توفانوف...»! سألتك بالله يا أخي، ألا يكفي شياطين وجن اليمن حتى ذهب يستنجد بجن روسيا؟! ما الحل إذن يا أختي العزيزة؟! أجابت: الحل الوحيد إما أن يطلق أمه وأخته وإما أن يطلقني، ليس لي قدرة على الشخاطيط والتخابيط... إلخ.
وقرأت في صحيفة أن مشعبذاً ضرب مريضة ضرباً مبرحاً وأمر أهلها أن يقفلوا عليها باب الغرفة ثلاثة أيام، فوجدوها رابع يوم ميتة!
إن الدولة تقف عاجزة أمام الخرافة والمخرفين. إن السحر موجود؛ ولكن ليس المشعبذ قادراً على ذلك، واتضح أن كثرة المرضى، رجالاً ونساءً، مصابون بنقص التغذية، مما يحدث أهوالاً وتخيلات وأباطيل لا حقيقة لها، وللفقر دوره، وللجهل أدواره، وللسحر دوره أيضاً... والله المستعان!

أترك تعليقاً

التعليقات