فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من آثارنا الحكيمة: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، ومعناه أن الإنسان بطبعه لا يستجيب لأمر السماء قدر ما يستجيب لأمر الأرض، لأنها في الغالب تكون مسنودة بالقوة المسيطرة.
وبناءً على ذلك فإن الحكومة أو السلطة أو النظام إذا أراد شيئاً فإنه يكون ما أراد السلطان أو الحاكم، فعلى سبيل المثال: الحاكم أو أنصار الله أرادوا أن ينقلبوا على الكسل وينفذوا أول خطوة على طريق الاستقلال والسيادة الوطنية بعدما أثبتت الوقائع التاريخية أن هذه السيادة أو الاستقلال لا تأتي إلّا بعد أن يأكل الشعب مما يزرع ويلبس مما يصنع، فاخضرّت محافظة الجوف بالقمح، فترى القلوب مخضرة بالأمل والسعادة والبشارة، وزرعت في نفوس أبناء اليمن التفاؤل بأن الشعب اليمني العزيز قد بدأ الخطوة الأولى، أو بالأصح بدأ اليمن يقطع المتر الواحد على طريق آلاف الكيلومترات من السيادة الوطنية الحقيقية، بل بدأ يشعر بالزهو لأنه بدأ يحقق ذاته على نحو ما ويتحرر من الاستبداد والاستعداد لخوض معاركه المضمونة ضد الفقر والجهالة والتخلف، وأصبح للأرض فعلها الذي خلقت من أجله، وهو التسخير للإنسان اليمني مستغلاً خيراتها المعطاء الكريم.
وقد سألت ذات مرة: أين البنك الذي أطلقنا عليه ذات مرة "البنك الزراعي"؟! وإذا لم يوجد فنريد بنكاً جديداً يهتم بأمر الزراعة، مستمداً من كلية الزراعة الإمكانات العلمية والخطط المدروسة، لينهض بإنجاز برامجه التي خلق من أجلها، وهي إنجاز المفيد والمتوقع من أجل المواطن اليمني الذي أرهقه التخلف والفقر والمرض... الخ.
أقول في اختصار إن الحكومة أو إن الدولة تستطيع أن توجه البلد للتزريع والتصنيع، ليعتمد اليمن على أبنائه، الذين تتوافر فيهم الكفاءة العلمية والحب والولاء الوطني.
ولا بأس أن نسارع في إيجاد القوانين واللوائح التي من شأنها الدفع بالعملية الزراعية والصناعة الوطنية إلى الأمام.
إن ألوف الأطنان من القمح الجوفي قد حالت دون تسرب العملة الصعبة خارج بلادنا من ناحية، وقد أزهرت آمالاً كباراً لإخراج حياتنا إلى النور.

أترك تعليقاً

التعليقات