فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
علي عبدالله صالح شخص غريب عجيب. أول رئيس جمهورية انتهازي في الشرق الأوسط. صعد إلى الحكم على دبابة اللعب بالمتناقضات وتوازن القوى والرشوة. لقد استغل منصبه عندما كان قائداً للواء تعز، فبنى ونفذ نظرية خاصة اسمها "شراء الولاءات في بلد محكوم بلعنة الإفقار بعد انهيار سد مأرب قديماً".
قامت نظرية الرئيس القائد على أول أساس انتهازي، ألا وهو الرشوة، فلقد كان يرنو ويتلفت مولياً قبلته تعز، عاصمة موانئ التهريب، والتي تمتد مئات الكيلومترات، تقوم فعاليتها على رفد جيوب اللصوص من المسؤولين من طراز نفس الوجهة والطموح.
لم يكن علي صالح يداوم في مكتب القيادة سوى بضع ساعات في بضعة أيام، أما معظم أيامه فكان يقضيها في مكتب معسكر خالد بن الوليد للإشراف على موارد موانئ الساحل الغربي، حتى إذا ما استوعب آخر مبلغ في يوم وليلة ولى وجهه شطر العاصمة صنعاء لشراء ذمم الفقراء من المدنيين والعسكريين الذين كانوا يدعونه "بشيخ الساحل الغربي"، ويعدونه في كل وصول وقدوم بأنه الرئيس الجمهوري الوحيد أو "تيس الضباط" كما كان يناديه قتيله الشهيد إبراهيم بن محمد الحمدي.
لقد كسب الرائد المقدم واللواء والفريق والمشير علي عبدالله صالح ولاء بعض الانتهازيين الذين مسح أفواهم إما بالرشوة وإما بالمناصب، وبعد أن أعلنوا ذات صباح أن جلسة اختيار رئيس الجمهورية تتنازعها ولاءات الداخل والخارج، استقل طائرة رهنت لساعة الحسم فاعتلت جبال حراز ليصل فخامته على جناح السرعة بتاكس إلى القيادة، فيصمت الجميع بعد أن أعلنه زميل سلاح رئيساً للجمهورية مقابل وعده له بوزارة الدفاع، وقد أنجز ما وعد.
استغل فخامة الرئيس، فخامة الجمهورية فاستمر يراكم الرشوة تنفخ بها جيوب المقربين والأبعدين، ومن لم تسعه الرشوة والعطاءات فلتسعه رحمة الله، إعمالاً لفكرة زعامة عربية مفادها: "ومن لم يمت بالرشوة مات بغيرها"، وواجه فخامته والرحمة على المسيء والمحسن، واجه الموت وحيداً بعد أن باعه رئيس حرسه الخاص بدراهم معدودات، وبعد أن سمع من كل من باع الوطن من أجله وأجلهم، نغمة خاصة مفادها: "قد يكون الهاتف مغلقاً"!

أترك تعليقاً

التعليقات