المؤسس وأمريكا!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يشكل لقاء الملك عبدالعزيز بن سعود والرئيس الأمريكي روزفلت، عام 1945، على متن البارجة الأمريكية «كونيس» في البحر الأحمر، نقلة نوعية في علاقة السعودية بأمريكا. وبما أن الدول والحكومات قد تواضعت على أن تكون هناك ملاحق اتفاقيات سرية بين هذه الدول والحكومات، لاعتبارات كثر، فإن هناك ملاحق لهذا اللقاء، أو على الأصح لاتفاقية الحماية التي تعهد بها الرئيس روزفلت باسم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة بن سعود، خلاصتها أن تقوم أمريكا بحماية العرش السعودي شريطة أن تكون لها سيطرة ليس على النفط فقط، بل وحتى على المعادن والأحجار الكريمة، وألا تقطع الحكومة السعودية أمراً إلا بالتشاور مع الولايات المتحدة، وهذا ما وضحه هذا اللقاء الذي نشرت تفاصيله معظم الصحف الأمريكية، وكتب عنه كثير من الكتاب والسياسيين، وعلى رأسهم من العرب الأستاذ محمد حسنين هيكل.
لقد دأبت الولايات المتحدة على أن تعزز هذا التقليد (تقليد الملاحق) في كثير من اتفاقياتها الاستراتيجية، سواءً أكانت طرفاً أم وسيطاً، غير نزيه، كما حصل في اتفاقية «كامب ديفيد» التي وُقعت في 17 سبتمبر 1978 وطرفاها الرئيس المصري محمد أنور السادات، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيجن، والمشرف عليها بشكل مباشر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
إن أبرز ما يسجله الملحق السري أن تظل سيناء منطقة منزوعة السلاح، وأن يسمح للمصريين بنشر بضعة جنود مصريين مدنيين وعربة شرطة مدنية، وعدم السماح بأي تهديد لأمن «إسرائيل»، وللمزيد من التفاصيل راجعوا كتابات محمد حسنين هيكل وغيره من الكتّاب، وهكذا تظهر سيناء المصرية منقوصة السيادة. ومما يجدر بالذكر أن نشير إلى أن عقوداً سرية وملاحق سرية قد عقدت بين الملك عبدالعزيز بن سعود والرئيس الأمريكي روزفلت, منها أن تتولى أمريكا حماية العرش السعودي مقابل الإشراف على ثروات النفط والمعادن السعودية ومعرفة مآلاتها!

أترك تعليقاً

التعليقات