فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
18 آذار/ مارس، اليوم العالمي للغة العربية. كنت أتمنى أن تبذل حكومة الإنقاذ جهداً محترماً ينطلق من دراسة ورشة عمل لبحث ضعف اللغة العربية وتدنّي مستوياتها في مدارسنا وجامعاتنا وأسواقنا وتجمعاتنا والعامة. وابنتي «زينب» حينما كانت في ثالث إعدادي، وحين راجعت كراستها في النحو والصرف، وجدتها مبتهجة لأن أستاذ اللغة العربية أشر علامة صح وكتب تعليقاً على «ممتاز» بكلمة «ابن الوز عوام»، ولم أكن «وزاً» ولا حاجة في يوم من الأيام، بل ذكرني هذا «الوز» بضعف مستواه، فأذكر أني نصحت له أن يبحث عن اختصاص آخر غير اللغة العربية، فكاد يبكي أنه لم يُقبل في قسم آخر في كلية التربية، فوجد أقرب «برميل زبالة»، هو قسم اللغة العربية في كلية الآداب. وأنا أعتذر عن كلمة «زبالة»؛ ولكن طالباً آخر يدفعني إلى هذه المبالغة التي لا تليق بكلية محترمة. هذا الطالب وبينما كنت أشرف على القاعة في يوم الامتحان، راجعت ما كتبه فكان إعراب هذه الجملة على النحو التالي: «قرأ محمد الدرس: قرأ: فعل مضارع مبني على الكسر في محل نصب مرفوع لأنه من الأسماء الخمسة لاتصاله بضمير النسوة ولأنه من الأفعال الخمس بتاء التأنيث الساكنة...»! قلت في نفسي: هذا الإعراب كافٍ لإقالة الجماعة الآتية: وزير التعليم العالي، وزير التربية والتعليم، رئيس الجامعة، وعميد الكلية؛ والاكتفاء بتعليق رئيس قسم اللغة العربية في «ميدان التحرير» ثلاثة أيام تعزيراً وحداً على هذا الجرم. طبعاً كان هذا من عشرين سنة مضت، ولا بد -والأمر هكذا- من تحديد الأسباب التي سببت هذه الكارثة أو بالأصح الكوارث، وأولها أن الذين يدرسون اللغة لا يمتون للعربية بصلة؛ أعني أن كثيراً منهم اختصاصيو جبر وهندسة وجغرافيا و«مقاوتة». ثانياً: أن بعض مدرسي اللغة العربية حاقدون على اللغة العربية؛ لأن بعضهم رسب في هذه المادة أكثر من خمس مرات، بل أحسب أن بعض منسوبي اللغة العربية غادروا قسم اللغة العربية وتركوا الجامعة هرباً من «بعبع» هذه المادة المتوحشة (النحو) وأخيها (الصرف)!
وهنا أقترح حلاً عاجلاً وأكاد أقول عادلاً، وهو أن تقوم وزارة التربية والتعليم بدفع تكاليف إعلان من موازنتها العامة، وهو عدم الاستماع إلى الإعلام، إذاعة وتلفزيوناً وصحافة؛ لأن المذيعين أعداء اللغة العربية الأم وأقاربها الأباعد والأقارب، حتى تنظف هذه الوسائل من هؤلاء الأعداء، مع عدم مساءلتهم كيف دخلوا هذه الجهات، الإذاعة والتلفزيون والصحافة! وأن تقصر مدة خطبة الجمعة إلى خمس دقائق، كيلا يزعجهم الأخ عدو العربية بقراءة غير صحيحة، بما في ذلك قراءة الآية القرآنية والحديث الشريف. أقول ما سمعتهم وأستغفر الله لأهل الإعلام و«مقاوتة» اللغة العربية الذين أحترمهم جداً!

أترك تعليقاً

التعليقات