فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قبل يوم انعقاد «قمة جدة السعودية» كتبت هذه السطور يوم الخميس، لا أقول مستبقاً قرارات هذه القمة، لسبب بسيط، وهو أنها قمة ضعيفة، وإن كانت سترحب بعودة الجامعة العربية إلى سورية بعد عقد من قسوة قرار كان رد فعل لزعماء قطر والإمارات والسعودية، بعد أن وصفهم الرئيس السوري بشار الأسد بأنهم «أشباه الرجال» وأنهم لا يملكون من القوامة إلا قدر ما يملكه الرجل الضعيف أمام عرسه «البرزة الصلبة»، والموقف «العقالي» (نسبة إلى عقالات وعمائم هؤلاء الأعراب) لم يكن -من حيث لا يشعرون- غير استجداء رخيص يبدي استعداده لأن تكون أمريكا راضية بمروع -وراثي- يبرر صعود الأقزام بدل «الأزلام»، فمحمد ولد زايد بدلاً عن زايد، وسلمان بدل عبدالله، وتميم عن أبيه، وحمد عن أبيه عن جده... وبالطريق السيسي بدلاً عن مرسي عن إبليس لعنه الله!
بالتوكيد -كما صنيع بيانات الحكومات اليمنية عند تشكيل هذه الحكومة أو تلك- تتغير ديباجة البيان فقط، وتبدل الأسماء، وقد كان أحد المخرجين في الإذاعة يعيد النشرة وموجز الأخبار أكثر من مرة، ربما بصوت المذيع نفسه رحمه الله.
وهكذا تسير بيانات القمة العربية بعد أن تعرض على الخارجية الأمريكية قبل يوم، لعمل الحذف والإضافة. بعبارة أخرى: لن يكون هناك قرار سيادي عربي، وإنما سيكون البيان عبارة عن عزاء تقيمه عائلة على فقيدها اللئيم، مما يدفعنا للموازنة بينها وبين قمم قاهرة عبدالناصر وخرطوم اللاءات الثلاث!
ستكون ضرورة التضامن العربي ضمن أفكار البيان، وسيكون عن أطراف الصراع بين الأشقاء في اليمن والسودان على حل النزاع بالطرق السلمية أيضاً ضمن سطر من الإنشاء الممل الذي يدعو الكيان الصهيوني إلى ضرورة ضبط النفس والخضوع لقرارات الشرعية الدولية، وسيختتم البيان بالإشادة بحرص الشقيقة/ الشقية الكبرى المملكة السعودية على ما تبذله من حرص على وحدة الأمة العربية، مع إخطار أصحاب الجلال والفخامة والسمو والمعالي برجاء قبول قطعة من كسوة الكعبة المشرفة، والتي تبعد عن صالة جلالته للترفيه ساعة أو بضع ساعة والحرم الشريف مقرونة بشيك بلون السماء بخاتم ولي عهده الأمين أذله الله وأخزاه!

أترك تعليقاً

التعليقات