فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عندما يخالف الإنسان سنة الكون يتخلف عن ركب الحياة ويعيش في شقاء. وقبل فترة ذكرنا القارئ الكريم بضرورة المنهج الذي هو عنوان خطير الأهمية في حياة الإنسان، وضربنا لذلك مثلاً وهو أن بإمكان الساكن في صنعاء أن يسافر إلى الحديدة عن طريق مأرب ولكن هذا سيكلفه محروقات ومصاريف طعام وشراب وتعب سفر وربما عطل سيارة وإصلاحها ومخاطر طريق... وللمخلوقات، طيراً وزاحفاً وعلى أربع أو اثنتين، منهج حياة. فهي تسير في حياتها وفق سنة معيشة ومنهج مرسوم. فعلى الكلاب أن تحمي حدودها البرية، فعندما يسمع الإنسان زحمة نباحاً يعلم أن كلباً أو قطيعاً من الكلاب تجاوز الحد الجغرافي لكلاب أخرى. والطير له حدوده الجوية عليه ألا يتجاوزها كيلا يعتدي عليه جارح آخر، وكيلا يضيع في متاهات الفضاء!
وكنا أطفالاً نعجب حين يقف النسر على ربوة يفرد جناحيه ليحدق، فنعتقد أنه يحدد وجهته التالية.
وسمعنا المرحوم مصطفى محمود الطيب الذي كان ملحداً يؤكد فكرة طفولتنا، فالنسر له رادار في جناحيه يحدد الوجهة والمسافة، كما أن لكل طير رادارات هي التي تحدد المسافة والطقس، أما أجنحتها فمصنوعة من شعيرات مغموسة عادة صمغية كيلا تسقطها قطرات قد تهطل عليها فجأة فتموت.

أترك تعليقاً

التعليقات