فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أسئلة لا بد من إيجاد أجوبة لها من قبل الذين أوكل الله إليهم مسؤولية البلاد والعباد، وهي أسئلة توجه لكراس على درجة من الأناقة والنيافة. وقد اخترنا خطاب الكراسي لإعجابنا بشكلها، لأننا نعتبرها قادرة على فهم ما نريد دون حساسية، ولأنها تتغير بتغير الأشخاص غالباً، ولأننا ننزل عند رغبة المواطنين الفقراء، فأول فقير يسأل كرسي الصحة: كيف يتصرف المواطن الفقير الذي يعاني من الفشل الكلوي عندما يطلب منه هذا المستشفى أو ذاك أن يدفع إلى الصندوق على ذمة العلاج مبلغاً وقدره مليون ريال بينما خرج من السجن جراء مطالبة المؤجر له مبلغاً هو المبلغ ن متأخرات إيجار ولم يجد هذا الفقير حلاً إلا أن ينبطح أرضاً من الألم فيصدر مدير المستشفى صوتاً يسمعه الحراس غير الأشاوس ليحملوه إلى أقرب رصيف جوار جراج المشفى، فيجرجره فتاه الصغير إلى أقرب باص إلى منزل يضج بالفاقة؟!
ثاني كرسي هو الجامعة: ماذا يصنع الطالب الذي يعجزه مبلغ "الموازي"، وهو مصطلح غير مهذب للسرقة، لأن موظفي الشؤون المالية يسألون مع الطلاب: أين جهاز الرقابة والمحاسبة؟! ليسألوا معنا هذا الكرسي الذي لا يجد غير مهارة التمثيل: أين تذهب مليارات الموازي أو على الأصح "المخازي" بينما أساتذة الكليات ينقطعون عن المحاضرات لعدم وجود أجرة باصات تنقلهم إلى الكليات؟! ويسأل مواطن كرسي أمانة العاصمة: ما هو موقف "فخامته" من أسرة قذفت في ليل بهيم من قبل "هامور" بغير قلب لأن عائلها لديه متأخرات إيجار ثلاثة أشهر صرفها رب الأسرة على الرغيف المغموس بالشاي؟! ثم يا كرسي العاصمة: هل تستطيع تقديم إقرارك المالي لجهات الاختصاص؟! وهل تمنح الديمقراطية موظفيك ليشهدوا ما هو الوارد والصادر؟!
أنا لا أعني كرسياً بعينه، وإنما كل الكراسي في جزيرة "واق الواقع.. الواق".
تنويه: هذا عمل لا صلة له بالواقع، وإنما هو مجرد عمل درامي من خيال المؤلف لا غير!!

أترك تعليقاً

التعليقات