بُنْيَة!!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سبب فشل سياسات الدول النامية، وضمنها بلادنا، عدم وجود بنية رؤيوية تخطط للمستقبل عبر بناء الحاضر، مما يؤدي إلى غياب مفهوم الدولة، التي لم تعرفها هذه الدول على الوجه الأقل والأكمل، وليست الدولة في اليمن بخارجة كثيراً أو قليلاً عن مفهوم الدولة في العصر الحميدي؛ فالدولة بمفهوم أحمد حميد الدين ووالده المرحوم يحيى بن محمد المنصور حميد الدين ليست إلا «عُكفة» وعساكر وعُقّال قرى و»مخمني» زراعة ودعاة لأمير المؤمنين ودعاة على الجراد في خطبة الجمعة في صفحتها الثانية!
أحد مفكرينا اليمنيين الحزبيين قال إن هناك ألقاباً عديدة للدولة؛ فهناك دولة سلطانية، وأخرى «دولة خلافة» وثالثة جمهورية، ورابعة ولائية... وهذا ما يجعل الشعوب تختلف ولا تسير وفق نمط واحد، وإن كان هذا النمط بدوره مختلفاً.
لقد عشنا النمط الملكي الإمامي، ثم النمط الجمهوري، ولم يكد يجد الباحث فرقاً شاسعاً وفق النمط الحديث، فـ»البدلة والكرافتة» لم تختلف عن العمامة كثيراً.
لقد اتبع حكام المسلمين، والعرب بخاصة، سياسة «جوِّعْ كلبك يتبعك»، وسياسة «التحنيش» الذي سار عليه «أمير المؤمنين» علي عبدالله صالح؛ غير أن هذا الكلب أو أن المُكَلِّب كان ضحية لعضة قاتلة من كلبه الجائع الذي لم يجد ما يأكله غير صاحبه! وهكذا لم يجد «الحنش» من حيوان يلدغه غير «المحنش»؛ ولكن لا ندري متى سيكون لشعب أو للشعوب أن تصبح ذوات أسماء أخرى غير «الكلب» أو «الحنش»! ومن هنا فإن «المحنشين» أو المكلبين أصبحوا، وخاصة في زمن أمركة الأنظمة، بأمسِّ الحاجة إلى الكلاب والحنشان، بعبارة ثانية أن الحكام أصبحوا محتاجين إلى شعوبهم «الكلاب» أكثر من أي وقت مضى، فعروشهم مهددة بالسقوط، ولا حياة لها إلا بشعوب تمارس الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة، وليت أن هؤلاء الحكام وللأسف لا يفهمون الكلاب إلا بآخرة من الزمن، فلقد صرح زعيم تونس المطرود «بن علي» للشعب التونسي بأنه «فهمهم» وعرف ما يريدون «فهمتكم»! غير أن الوقت لم يمهل زوجته أن تقفل خزينة مجوهراتها، ففرا خائبين إلى الوكيل الحصري الأمريكي (الرياض)، ليشهد «بن علي» أيامه الأخيرة!
أيها الكلاب أفيقوا من نومكم العميق!!

أترك تعليقاً

التعليقات