فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من قواعد لغتنا العربية أنه إذا أشكل علينا فهم مفردة من المفردات، نقوم بتجريدها من حروف الزيادة، فكلمة «معارضة» أصلها «عرض»، ومعنى العبارة اطلع على موضوع جديد مغاير، أي أن معارضة الحاكم أو سياسة ما ينتهجها تفيد خيارات أفضل. غير أنه وانطلاقاً من قانون استخدام دلالات اللغة القابلة للاستطراق الدلالة أو ما يسمى «التداول اللغوي» قد انحرفت دلالة «المعارضة» عن دلالتها الأصلية، أقصى ما يكون الانحراف، لتصبح دلالة مرادفة -إن صح أن هناك ترادفاً في اللغة- للابتزاز والانتهازية الملتبسة بالعنف على غرار ما تثبته بعض أحداث واقعية لما تزل طرية معاصرة تقوم بها ثورة هنا أو انقلاب هناك!!
وللأسف فإن كلاً من الثورة والمعارضة التي يفترض أن تكون ذا بعد فيزيائي (واقعي) قد دخل كلاهما دائرة الإشكال.
إن الشعب اليمني شعب متدبر يأسره الخطاب الديني. وقد ركزت عليه أسرة حميد الدين وتسلق به الجمهوريون وخرج به المعارضون وانتصر به المجاهدون في جبهات الشرف.
نعم نريد من قادة الثورة الآن أن «يبروا» بهذا العهد الغليظ الذي رفعوه ليكون راسم حياة. وإذ نعلم تمام العلم وندرك غاية الإدراك أن الثورة تغيير جذري شامل، فإن ثورة سبتمبر التي رحب بها الشعب من أقصاه إلى أقصاه قد ورثت عهوداً من المظالم والفساد والأمراض الحسية والمعنوية ما لا حل له إلا (بلدوزرات) من الشرف والاستقامة والسلوك الحميد، فلا بد أن يقوم رجال المسيرة بتنقية طريق المسيرة من عثرات الانتهازية والنفاق، ليكون العمل خالصاً لوجه الله والثورة، فقد يتخفى كثير من المرضى الموجودين في طريق كل ثورة تحت شعار «الصرخة» ونبدأ بالتنفيذ فننظر في الإمكانية الممكنة، وهي من أين لك هذا وقد عهدناك فقيرا؟! ونبدأ بحساب المسؤولين الماليين في المؤسسات العسكرية بوجه خاص لنسألهم عن عهد المليارات كيف وأين صرفت؟!
حتى الآن نرحب بمعارضة حكم موضعية من وجع الشعب وضميره النقي لتصحيح المسار وبذل الأفضل.

أترك تعليقاً

التعليقات