الملائكة جنود السماء
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في مثل هذا اليوم، 17 رمضان، من السنة الثانية للهجرة، كان يوم الفرقان: «إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان» (الآية 12 من سورة الأنفال).
كثر اضطهاد كفار قريش وقبائل العرب لمن آمن بالدين الحنيف واتبع نبي الإسلام، سيدنا محمد عليه صلوات الله وسلامه، فقتلوهم وشردوا من خلفهم وصادروا أموالهم، فآثروا الموت على أن يرجعوا إلى الشرك بعدما تبين لهم طريق الهدى وشرعة الحق.
ففي الجمعة 17 رمضان السنة الثانية للهجرة، أذن الله ورسوله لهؤلاء المستضعفين أن يتصدوا لقافلة قريش فيسلبوا بعض ما أخذ منهم في مكة وغيرها؛ غير أن فوت قائد قافلة الشرك، أبو سفيان بن حرب، فرصة أراد المسلمون بلوغها، وهي «إحدى الطائفتين» غير أن أبا سفيان ومعه كبار أوثان الشرك، كأبي جهل وأبي بن خلف وغيرهما، رأوا أن نجاة القافلة وحسب على هذا النحو من الحيلة شيء مسيء ومشين ونال من كرامة قريش، فأجمع هؤلاء السادة على تأديب أصحاب محمد، كيلا يتكرر خروج هؤلاء «الرعاع» -بزعمهم- ليتطاولوا على أسيادهم، سادة العرب. فسول لهم أبو جهل وغيره من المشركين، كأبي سفيان والوليد بن المغيرة، أن يخرجوا لقتال محمد، كيلا تحط القبائل العربية داخل الجزيرة من مكانة قريش.
حط المسلمون، وهم أضعف ناصراً وأقل عدداً من المشركين، في منطقة بدر (130 كم جنوب غرب المدينة)، وبات المسلمون يترقبون الغد بمعنوية عالية يزجيها دافع ثأرٍ مرير، كيف لا وكفار مكة أمضوا فيهم التنكيل قتلاً وتعذيباً ومصادرة أموال؟! وما برح النبي الكريم القائد يناجي ربه ويستغيثه: «اللهم إن تهلك هذه العُصبة فلن تعبد بعدها». وإن هي إلا ساعات من نهار حتى جاء نصر الله والفتح، وخسر هنالك المبطلون!
في سيرة بدر، كما في سير غزوات وسرايا أخرى، دلالات كثيرة، ففي بدر دروس، منها أن القلة المؤمنة تغلب الكثرة فاقدة الهدف والغاية، وأن الله يؤيد بنصره المستضعفين الذين يعتمدون عليه ويتوكلون، وأن الباطل مهما كبر واستعلى لا بد داحض وزهوق، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات