فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
استنفر العدو الأعرابي السعودي كل أدوات التدمير وكل أساليب البطش المادي والمعنوي لقتل الشعب اليمني. وكان القلم والكتابة ضمن هذه ضمن الأدوات، وهبَّ كل من يشعر بالظلم والغبن للذهاب إلى الشغل عند هؤلاء الأعراب؛ غير أنه ذات يوم «أفاق الصب من هواه فتابا»، كما يقول شاعر قديم، بعد أن اتضح له أنه مجرد عامل سخرة ويشقى باليومية.
وهاكم أنيس منصور، راوده النظام السعودي عن نفسه، فهو يحكي لنا أنه كان مجرد كاتب أو حاكٍ يكتب ما تمليه عليه اللجنة الخاصة - حد الكذب، ومقابل المال يكتب ويكذب، فلما تبين له أنه يبيع وطنه علم أن ما قالته أعرابية شريفة هو الحكمة بعينها: «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها»، فعاد حراً إلى أهله ووطنه، ولا أدري هل اعتذر له وطنه فكافأه كما يكرم الأحرار ويكافؤون أم عاد إلى الفقر واليأس واللامبالاة كما يعامل زملاؤه المبدعون الفقراء؟! هذا السؤال يجيب عليه أولو المسؤولية الاختصاصيون.
المهم أن «أنيس» كان شجاعاً حين أنقذ شرفه من الهون والخزي وعذاب الضمير، فبضاعتنا ردت إلينا، وكسب الوطن بعوده الحميد بضاعة رائجة، فأهلاً به وسهلاً يا ميكروفون الإعلام!
بالأمس انضم مقاتل آخر شكل اعترافاً؛ ولكنه ليس بشجاعة أنيس منصور، فبرأ نفسه من «الخيانة العظمى» وألقاها صخرة قاتلة على رأس العليمي الأصلع وأعضاء «مجلسه الرئاسي». إنه رشاد العليمي، الذي وصفه نائب رئيس البرلمان السعو- يمني، عبدالعزيز جباري، بأنه خائن ينبغي أن يقدم للمحاكمة، لأنه خان الوطن وباعه للسعودية وأعراب الإمارات.
والفرق بين جباري، المكلف بالأمانة/ الخيانة العامة لبرلمان بلا شرف في الرياض الذي نصب نائباً كما ينصب القاضي أحد الموجودين في محكمة لم تستطع المتهمة المثول أمام القاضي نظراً لحالتها الصحية، الفرق بين جباري وأنيس منصور أن الأخير طالب بشجاعة أن يحاكم جزاء جرمه ببيع ضميره الوطني مقابل المال، بينما لم يفعل ذلك جباري، الذي ارتهن للعدوان «ثماني سنوات»، ونصب نفسه أو نصبه آل جابر نائباً لبرلمان يتهم اليمنيين بأنهم مجوس يعبدون نار الحوثي في صنعاء... المهم خير من أن لا يصل!

أترك تعليقاً

التعليقات