فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الفرق بين الرئيس الأمريكي ترامب والرؤساء قبله، أنه مربوش يقول ما أخفاه أسلافه السابقون، ولم يخف حكام الخليع أنهم لا إرادة لهم، فلأول مرة لم ينبس أمراء النفط بأية عبارة تنفي ما قاله ترامب من أن السعودية ستمنح أمريكا ميزانية أو ميزانيات، بل لمرات حاول حكام النفط أن يقنعوا العالم بأن لهم قرارهم المستقل، وأن عروشهم محمية بقلوب شعوبهم، بحسب مهرجان "الدرعية" و"القرين". 
لقد كان المثقفون التقدميون والتقدميون وحدهم يعلمون أن عروش أمراء النفط من قش، وأن هذه العروش محمية من الإمبريالية العالمية، يكفي أن تحرق بعود "شخاط"، والشخاط بلهجة الرئيس المنتحر يعني الكبريت، لولا حماية الإمبريالية الأمريكية والأوروبية. لقد كان المثقف التقدمي عبدالرحمن منيف، صاحب رواية "مدن الملح"، من أوائل من أشار إلى ارتهان بني سعود، وكان ناصر السعيد المقتول تقدمياً من ضمن الذين فضحوا الارتهان الخليجي، وبخاصة السعوديين، وتبعهم عشرات من مثقفي الخليج الذين كان بنو سعود يحاولون أن يسكتوهم إما بالمال أو بالرصاص أو بالمنشار أو بالرمي من الجو فوق الربع الخالي من على الهيلوكابتر.
لقد كان المثقفون الخليجيون هم خط الدفاع الأول، ومايزالون يدافعون عن الاستقلال وحرية الوطن الخليعي، فيقتلون أو يغتالون أو يحبسون سواء كانوا علمانيين مثل آخر فضيحة كخاشقجي أو دينيين كسلمان العودة أو كمصلحين دينيين كسعد الفقيه.. إلخ.
فمن أيام جلالة الملك فيصل اتفق مع الأمريكيين على أن يسهم السعوديون في مبالغ دعماً لميزانية أمريكا، وليس دعم أمريكا وحسب، وإنما تضاعف دعمهم لميزانية الكيان الإسرائيلي بحسب وساطة اليهودي التوراتي هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا. وباختصار كان ترامب أول رئيس أمريكي يصرح بل يعلن أن على السعودية أن تدفع مقابل حمايتها من أعدائها، وهم شعب السعودية المغلوب على أمره، بل إن محمد أبا الخير وزير مالية سابق، تذمر ذات مرة من عبودية جلالته، فاستبدله بوزير آخر. أما وزير المالية السعودي الحالي فإنه يرى أن الخروج من مأزق العدوان على اليمن هو رهن "أرامكو" وتضييق الميزانية بشكل حاد، وهي بعض دعوات استجابها الله لليمنيين المظلومين المقهورين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أترك تعليقاً

التعليقات