فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بإجماع الأمة، فإن حياة معالي الوزير ليست حياة معالي المواطن إلى درجة يمكننا معها إنجاز فيلم سينمائي أو مسرح جماهيري يصلح له هذا العنوان: «معالي المواطن». وبإجماع أيضاً نستطيع القول إن الوزير لا يمكن أن يجوع يومياً، وأن طعامه وشرابه ليس طعام وشراب المواطن، وأن معالي المواطن قد يسير على رجليه لأنه لا يجد غالباً أجرة باص، وأن معالي الوزير قد يلبس بذلة ثمنها نصف مليون ريال، بينما أخوه المواطن قد يجد حرجاً فلا يخرج أحياناً إلا للضرورة، حرجا من رثاثة ملابسه المرقعة البالية، وقد لا يحمل في جيبه نقوداً، لأنه يعدمها، مع أن معالي الوزير قد لا يستعمل النقود، لأنه يحمل الشيكات وقد يدفع للمقوت شيكات شهرياً بما يكفي ستين وجبة كاملة لأسرة فقيرة لشهرين.
وبناءً على ذلك، نقترح إخراجاً موازياً وعكسياً لما اقترحه المناضل الشهيد سالم رُبَيِّع علي، رحمه الله، الذي رفع شعار: «تخفيض الراتب واجب»، ليكون توزيع رواتب الوزراء والضباط العسكريين ولو بالنصف على الأفراد واجب.
لو أن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غادر ضريحه الشريف مبعوثاً لأنكر هذه الطريقة ورفض هذا التمايز، فليس معقولاً أن يتجشأ قادة العسكر ووزراء الدولة مئات ألوف الدولارات والريالات والدراهم، بينما لا يستطيع المواطن إطعام أولاده؛ ليس لأن الرغيف حرام كالخمرة والحشيش، بل لأنه غير موجود حتى في الزبالة!
أيها القادة العسكريون، أيها الوزراء المواطنون، أيها التجار الجشعون، أبشروا بثورة أناس لا يرحمون، وبالعذاب الأليم عندما إليه ترجعون.
إلى من يهمهم أمر الأمة اليمنية: لا بد من ردم هذه الهوة بين المواطن الوزير والمواطن الحقير، لأن التفكير في هذا الأمر شرعي ووطني. كيف يعيش أبناء الوطن الواحد في وئام وسلام ووحدة واقع وأحلام نبيلة حقيقية؟!

أترك تعليقاً

التعليقات