فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال طفل صغير من اليمن: أتحدى أن يخرج لا أقول ألف رجل، ولكن مائة رجل يهتف بحياة "جلالة" المجرم قاتل الأطفال سلمان والمجرم محمد، سجان الأحرار والحرائر! 
أما الحقيقة التي أصبحت يقيناً عند كل العالم، فهي أن ملايين من أبناء الشعب اليمني يهتفون بحياة الشعب اليمني وقائده المقاوم البدر بن البدر وحجة الإسلام عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، أيده الله وتولاه.
إن خروج مئات الألوف هي رسالة حرية يعلن الشعب اليمني دعوته لشعب الجزيرة العربية وكل شعوب الخليج المستعبدة برسم الأسر المالكة أن يتحرروا من أسر الذل والاستبداد، فمن العار أن يخرج اليمانيون البواسل إلى الميادين والشوارع مهللين للحرية سعداء باستقلال القرار، فيما ترزح شعوب أخرى في السجون، حتى لم تعد تكفي أقبية ودهاليز السجون للألوف، بل فتحت المنازل والفنادق لتكون سجوناً يعاني فيها المواطن الخليجي التعذيب، ويرسف فيها في قيود الذل والإهانة ومصادرة الكرامة، فمن المخل والمخجل أن تظل هذه الشعوب تنسب لبني سعود ونهيان وخليفة والصباح وثاني.
إن شعوب الجزيرة والخليج لم تزل مغيبة حتى اللحظة. وإن تنمية زائفة إنما يشرف عليها خبراء أجانب، ولم تكن هذه العواصم الخليجية سوى "سوبر ماركات" أو "مولات" فخمة لإلهاء الشعب بمقتنيات تسمّن البطن وتغفل العقول، مزاحة عن أي مشاركة حقيقية تحدد مسار أي تنمية حقيقية. إن هذه الجماهير اليمنية لا نقول بمئات الألوف ولا نقول -تواضعاً- بالملايين بل بعشرات الملايين تعبر عن استفتاءات شعبية سعيدة بما حققته من إنجاز وطني تمثل في تحقيق قراره الوطني تحرراً من أن يكون مربوطاً في اسطبل الحوش السعودي، أو أن تنجس أرضه بحذاء السفير الأمريكي، ويلوث فضاؤه بلهاث أنفاس المجرم الصهيوني.
من حق هذا الطفل اليمني الصغير وأخيه الكبير أن يخرجا هذا الخروج الكبير الذي يجدد البيعة للثورة المنقذة من الضلال الكبير والصغير، وهي بالمقابل أخذ العهد والبيعة من قادة الثورة بأن تظل سائرة نحو النور لتحقيق أمنية العدل والمساواة والحرية والديمقراطية، وتوزيع المسؤولية والثروة بلا حسب، وتقدير الكفاءات والولاء لها وتشجيع المهارات والخبرات، وتفتح نوافذ النقد للنقد والملاحظة والتقويم والتقييم والانفتاح على العوالم الجديدة بكل حرية وسماحة!!
لقد عانى شعبنا الكبير وأهرقت كثير من الدماء وصعدت إلى السماء شهيدة في سبيل الحرية والانعتاق من ظلم الأقارب وعدوان الأباعد، فمن حقه أن يحيا حياة كريمة عبر عن ضرورة وجودها هذا الخروج الكبير.

أترك تعليقاً

التعليقات