فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شعبنا اليمني في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، فرغ صبره. يغتاله الجوع والمرض والعراء والفاقة وهو ينتظر أخباراً تعيد إليه الحياة التي استهدفها الشقيق والصديق.
متى يعد المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة أنفاس الجوعى اللاهثة وصراخ ألمها الذي صدع أجواء الفضاء؟!
إن اليمني لم يعد قادراً على الصبر والانتظار. مطاراتنا دمرت، وأجساد اليمنيين دون استثناء فارقتها أرواحها من عدوان غشوم حاقد رجس سافل يكن بغضاً وكراهية ظهرت بقحة سافرة أتت على كل شيء.
المسألة ليست تستهدف آبار النفط اليمنية فقط، وإنما تستهدف الكيان الثقافي والتراث الذي يشكل الشخصية اليمنية من زمن بعيد وقريب.
فلقد دمر العدوان الأعرابي معابد يمنية قديمة، وسرق تحفاً ثمينة بواسطته مباشرة وبعملائه بشكل غير مباشر، كمحافظ عدن السابق مهدي مقولة، والذي امتلأ قصره بمئات التحف والآثار النفيسة التي يهربها إلى الخارج بثمن بخس يتقاسمه مع قدوته وحاميه علي فاسد. وللعلم أن تجارا من دويلة قطر يبتاعون المخطوطات الثمينة التي تعد من عيون التراث اليمني والعربي، حيث يشتري التاجر المخطوطة بعشرات الريالات ليبيعها بألوف الدولارات. وفي المتحف البريطاني في لندن رأيت عشرات المخطوطات تسجل التراث اليمني في عصوره القديمة، وتحت وطأة الفقر فقدت مكتبات زبيد وجبلة وذمار وصنعاء والمراوعة وصَبِر... وما لم يستطع الخليجيون نهبه بالدرهم والريال قصفوه بالطيران!

أترك تعليقاً

التعليقات