حلال وحرام!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
رمضان شهادة عبادة وتقوى وجد واجتهاد، يحرم الله فيه الحلال من فجر اليوم حتى الغروب، فيحرم فيه الأكل والشراب والوطء (الجماع) من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس. كما تحرم الغيبة والنميمة، والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره، لقول سيدنا النبي: «خمس يُفطرن الصائم: الكذب والغيبة والنميمة والنظر بشهوة واليمين الكاذبة». أما معنى النميمة فهي نقل أخبار سيئة إلى آخر لغرض الفتنة بينهما: قال فلان فيك كذا... وقال فيك كذا... وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين دفن فيهما اثنان يعذبان وما يعذبان في كثير، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أما أحدهما فكان لا يستبرئ منه بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة. ومعنى «وما يعذبان بكثير» يعني ما يراه بعض الناس كثيرا.
شهر رمضان مدرسة قرآنية يتعلم فيها المسلم كثيراً من النواهي والأوامر الربانية. فإذا كان الصوم هو الإمساك عن الكلام، فإن عليه أن يتعلم أن الكلام الذي لا فائدة منه يقدح في سلوك الصائم، وهو لغو قد يجلب الأذى للغير. قالت السيدة مريم عليها السلام: {إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا}. وعلى المسلم أن يقبل على قراءة القرآن ويتدبّر معانيه ويتحلى بأخلاق الرجال الصالحين والتطلع إلى مقاماتهم السامية.
واصحب الصالحين ما دمت فيهم
إنهم للصديق خير رفاق
والمسلم يستقبل هدية الله لعباده باجتهاد واستعداد، فعليه أن يغتنم أيام رمضان بتخصيص وقت معين لقراءة القرآن، وأن يخصص وقتاً للتسبيح والاستغفار والصلاة على النبي سيدنا محمد، وعليه أن يقطع جزءاً لقراءة شيء من السيرة النبوية، وسير الصالحين من أهل الله، ووقتاً لزيارة أرحامه، ولا بأس أن يتابع الأخبار، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. كما أن على المسلم أن يتفقد جيرانه بالطعام والشراب والمال إن وجد، وخاصة أولاد الشهداء في سبيل الله. كما أن عليه أن يحضر مجالس الخير ويجلس مع أطفاله في مهمة «التقييم والتقويم»، فرمضان ضيف المسلم، عليه أن يكرمه بالطاعة والعبادة، ففيه ليلة خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها، فالله الله في التوبة والاستغفار والدعاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات