برامج
 

محمد التعزي

محمد التعزي/ لا ميديا -
فيما ذهب من هذا الشهر الكريم تابعت، ولآماد يسيرة، بعض برامج التلفزيون، فوجدت معظم القنوات العربية تتملق الغرائز الدنيا، وتضيف إلى الفراغ الثقافي والفكري فراغاً آخر، وتكرس التسطيح العقلي الذي يخدم الحاكمين المستبدين الطغاة على نحو فاضح. ولعل الإعلاء من شأن الطبقة (الطفيلية) حديثة النعمة وإظهارها باعتبارها المثل والقدوة مما يكون مثلاً طافحاً بالواقعية الصارخة التي تكرس الطبقية الكريهة التي تخلق الصراع المجتمعي على نحو موصول.
برنامجان أذاعتهما قناتان يمنيتان: الأول برنامج «تراحموا»، الذي يقدمه الأستاذ عبدالملك السماوي، ومن خلاله تعرفنا على كمية البؤس وتغول الفقر في تهامة بخاصة، وكيف أن الدعاء للسماوات من أفواه الجائعين لصالح المحسنين الكرماء هو دعاء صادق من أجواف مشحونة بالفاقة وألم المرض، وكم يسعد المرء حين يغاث ملهوف ويعان مضطر ويشبع جائع!
أما البرنامج الثاني وهو برنامج ناجح لولا مزاح ثقيل قد يفضي بمريض قلب إلى الموت، يقدم لنا هذه النخوة اليمانية التي كلها دليل على وفرة مروءة وكرم وأخلاق وطبع يمني فيه نجدة وروعة مثل عليا. هذا البرنامج يقدمه الأستاذ حسن الجفري. ولا شك أنه يعبر تمام التعبير عن هذا الخلق الذي هو جزء من طبيعة أبناء اليمن. تشكو فتاة لشاب أن أمها تعيش حالة سرطان وهي مهددة بالطرد من هذا المشفى الاستثماري لأنها لا تستطيع مواصلة العلاج ولا تستطيع دفع تكاليف السرير الذي ترقد عليه، فيبادر ضيف البرنامج لدفع تكاليف العلاج بكل شهامة، وتتقدم الفتاة لتشكو طليقها الذي خلف صغاره لديها فتضطر أن تمتهن تنظيف المحلات أو البيوت فلا يعطي أولاده نفقة ولا اهتماماً، فيتقدم الضيف -وقد ضاق بالوالد «النذل» ذرعاً فيبادر أن يكفل هذه الأسرة بما تريد.
برنامجان هادفان مشكوران.

أترك تعليقاً

التعليقات