فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

سُئل الشيخ محمد متولي الشعراوي عن المولد، فاتجه إلى سؤال الذي سأله عن المولد قائلاً: ما الذي يدور في هذا المولد؟! فأجابه: تذبح الذبائح فيطعم الناس ويشربون، وبعد هذا الطعام والشراب يبدأ الحاضرون بالإنشاد وقبل الإنشاد تتبارى الأصوات بقراءة القرآن على جميع المقامات، ويبدأ شيخ الحضور بقراءة المولد الشريف، والمولد هو سيرة النبي الكريمة ابتداء من طفولته حتى لحاقه بالرفيق الأعلى، يسرد الشيخ معجزاته ومساق تحمله هذه المشاق في سبيل الدعوة وكيف أن الله أشفق عليه فأنزل عليه آيات كريمات مباركات فثبته على الأخلاق التي من بعضها الصبر والحلم والعفو عن مظالم نالته من أقرب الناس إليه، فتستمر القراءة، وفي كل فقرة قرائية يطل نشيد يناسب هذه الفقرة أو تلك، فتخضل القلوب وتعرج الأرواح إلى سماء المحبة الصافية وتتخلص الأنفس من قيودها فتصبح إلى السماء أنفاس الحاضرين أقرب وسنة الرسول أوجب... فقال الشيخ الشعراوي لهذا السائل: إذا كان صنيعكم على هذا النحو فدعوني أجب، وقال خطيباً إن المولد بدعة، وهو كذلك، ولكنه البدعة الحسنة تلك التي تجمع المسلمين على ذكر الله والصلاة على خير من أرسله الله رحمة للعالمين.
ومن عجب أن يُحّرم هذا المولد خطيب لمايزل طرياً قدم من المهلكة السعودية، فسرد حديثاً على غير ما وضع له، وهو قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ما معناه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وهنا نقف عند عبارة "ما ليس منه"، فالصلاة والسلام على سيدنا محمد من أوليات الإسلام، وكان الله قد علم كسل بعض عباده أو نسيانهم عن مكافأة حبيبه الكريم فبدأ بنفسه وثنى بالملائكة المسبحة بعده، فقال: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". ولفظة "تسليما" التي جاءت بصيغة المصدر تؤكد واجبية الصلاة والسلام على سيدنا النبي الكريم، فإذا ما بدّع وهابي هذا الأمر (المولد) فإنا نحيله إلى القرآن والسنة، والمصدر ما جاء في سورة "مريم" مما لا يتسع له المقام هنا، وعلى ذلك فإن المولد موافق لأمرنا.

أترك تعليقاً

التعليقات