فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يبدو أننا مقبلون على دولة مثل الناس، وأننا أشرفنا على نهاية «عصر الاستبداد»، الذي رزح تحته شعبنا شهوراً ودهوراً، فلقد أتى على شعبنا اليمني عهد ما كان يستطيع الفرد أن يتكلم، لا في أمور الدين ولا الدنيا، بل أمور الدين كانت تطرح من منبر اختص به حزب التجمع اليمني للإصلاح، مراجعه شيوخ قتلة جهلة من وزن الشيخ غير الجليل عبدالله صعتر الذي أفتى:
1 - بذبح عشرات ملايين اليمنيين في سبيل أن يحيا مليون يمني، هم الناجون من النار، فحزب الإصلاح هم الفرقة الناجية من النار؛ لأنهم «على سنّتي وأصحابي»!!
2 - بأن الحرب علينا معشر اليمنيين إنما هي بأمر السماء. وهذا يذكرنا بفتاوى الكنيسة عندما تظهر أمطار الطاعون والجدري وحروب هتلر!
وهنا نسأل هذا النكرة غير الجليل: كيف عرفت أن الحرب التي دمرت كل شيء في اليمن بأمر السماء؟! أهي وحي أو منام يقظة أو منام نوم؟! أهو وحي نفثه في روعك إبليس اللعين؟! لقد مضى وحي السماء بانتقال سيدنا النبي محمد عليه أفصل الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى، فبأي صفة ومن أي منطلق صدرت فتاوى صعتر؟!
نعم، في عهد الزعيم تمت القسمة بينه وبين الإخوان المسلمين، تماماً كالقسمة بين عهد ابن سعود وابن عبدالوهاب، فلابن سعود الدنيا ولابن عبدالوهاب الآخرة، فكانت الدنيا للزعيم علي فاسد، وكانت الآخرة لحزب الإخوان المسلمين، لشخوص ثلاثة من زعماء الحزب: عبدالمجيد الزنداني، عبدالله الأحمر، والأركان علي محسن الأحمر!!
كان الزنداني يصدر الفتوى على لسانه أو لسان أيٍّ من مشائخ حزبه، أمثال الشيخ عبدالوهاب الديلمي (الفقيه بقسم الدراسات الإسلامية- كلية الآداب- جامعة صنعاء) صاحب الفتوى الشهيرة بوجوب قتال الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الشيوعي بحسب الزنداني، فكانت حرب صيف 94م، الحرب التي انتفض فيها إخواننا من أبناء الجنوب استرداداً للأراضي التي «هبرها» علي صالح وعلي محسن وعبدالله الأحمر، كما ورد في تقرير هلال وباصرة.
كان منبر الإخوان في عهد علي فاسد ملكاً وماركة مسجلة لحزب الإصلاح، فركزوا خطابهم على فكرة تكفير الخارج على الحاكم، وإن زنى وإن سرق، إلا أن يأتي كفراً بواحاً، هذا الكفر البواح الذي لم يظهر إلا عندما جرؤ علي فاسد على إغلاق المعاهد العلمية، والذي كفر عنه النظام بالسماح بدعم جامعة الإيمان، وأتاح فيها نظام صالح بوابة اليمن للمتطرفين من أفغانستان وسورية والجزائر وليبيا... إذ أصبحت جامعة الإيمان عالمية تنتج عشرات الأفكار المتطرفة.
قلنا إن هناك بشارات بعهد جديد، عهد يتمناه اليمنيون من زمن بعيد، فالقضاء يسير بوقود الرشوة، ومن معه مال ينتصر، والأمن قوة القوي على الضعيف، ونستكمل الحديث عن البشارات في الغد إن شاء الله!

أترك تعليقاً

التعليقات