إرجاف!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في كل مجتمع من المجتمعات الكافر والمنافق والمسلم، يتجادل جميعهم في حركة دائبة، كل هؤلاء، وفق سُنّة محتومة لإيجاد أنساق تدفع بهذا المجتمع إلى طريق صعود أو انحدار، نهضة أو انتكاسة. فعلى سبيل التمثيل: عقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهداً مع يهود في المدينة المنورة يكفل حرية الدين لليهود باعتبارهم أهل كتاب، بالتوازي مع أن يحترم يهود المسلم أو المسلمين فيكفوا عنهم الأذى، وألا يسعى اليهودي في الأرض فساداً، وأن لليهود ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وكالعادة نكث اليهود العهد وخانوا العقد فبدؤوا يكيدون للمسلمين ويضعون الخطط الهدّامة لبنية المجتمع الإسلامي، فها هم يؤلبون قريشاً ويرسلون الوفد تلو الوفد إلى مكة ويكاتبون القبائل ضد محمد وأصحابه، ويرسمون الخطط الماكرة ويثيرون حفائظ المشركين ويقولون لقريش: «غرَّ. هؤلاء دينهم» يعنون المسلمين، ويقترحون أن يجتمع يهود مع قريش للثورة على الدين الجديد، على أن تسخر كل الجهود للإطاحة بدين محمد، فالأموال تُجمع من يهود وقريش، والخطط ترسم والخطوات الأولى تدرس ليكتمل المشهد لإسقاط دين ارتضته السماء للأمة الوليدة. ومن ضمن الخطط أن تدخل فعالية جديدة هي فعالية النفاق، للالتفاف على المسلمين وتخريب البناء من الداخل، فإذا ما عزم المسلمون على الجهاد، فإن من القوم مثبطين يقومون بخلخلة المجتمع الإسلامي من الداخل، فها هم ينصحون المجاهدين بأن يتأخروا عن الجهاد لأن الطقس حار «وقالوا ألا تنفروا في الحر»، فيرد القرآن عليهم: «قل نار جهنم أشد حرا». ومنهم من يختلق المعاذير ليتخلفوا عن الجهاد: «ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني...»، فيرد عليهم القرآن: «إلا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين». ذلكم هو المنافق الكبير الجد بن قيس الخزرجي، الذي يقول للرسول الكريم: يا محمد، اعذرني عن الجهاد، فأنت تعلم أني أحب النساء، فأخاف أن يفتني نساء بني الأصفر! وهكذا، وينتهي الأمر بيهود والمشركين إلى محاولة اغتيال سيدنا محمد... الخ.
في اليمن يعجز المنافقون عن أن ينالوا من الدين الجديد الماثل في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، فيعمل الكفر القديم لإسقاط مشروع الدولة اليمنية الجديدة، فينشرون الفتن ويروجون لخطط تعمل على هدم بنية المجتمع، الذي يطمح أن يلحق بالركب التنموي الحديث والمعاصر، فينشرون إشاعة صفحات الحرب وأخرى صفحات الشائعات، عملوا على اغتيال القائد القدوة إبراهيم بن محمد الحمدي، مشروع الحداثة والمعاصرة في الشمال، وسالم ربيع علي في الجنوب، ولما لم يفلح المخطط قاموا بهندسة حرب ماثلة في «عاصفة الحزم» التي كلفت مليارات الدولارات، فهدموا المدارس وقاعات الأعراس ونسفوا محطات الكهرباء واستهدفوا المدارس والمصانع والجامعات والجوامع... وها هم يشنون حرباً إعلامية ودعائية لإسقاط مشروع اليمن الماثل في المسيرة القرآنية، والتي تهدف إلى كسر الرهان على أن الشعب اليمني قد شب على الطوق وعرف أين يضع خطواته الثابتة على الطريق المستقيم!
ويقوم الخونة على الضحك على أعراب القرى، فيجعلون من خطط وضيعة تدر عليهم أموال الكفر وتعمر خزائنهم التي تعمر بالمليارات، غير أنهم يجربون المرة تلو المرة واهمين كما وهن آباؤهم من قبل أن ينالوا من هذه العزيمة الشامخة شموخ جبال ونجود اليمن وكبرياء شرف ومروءة وعفة الماجدات وتحدي رجالهن الشوس، أن ينال هؤلاء الصغار من قيم خالدة تالدة تعصف بهؤلاء الصغار من كل لحظة وآن... ألا فاليقين أنهم (الصغار) لو استمروا في طغيانهم البليد فإنهم حتماً «ملاقو يومهم الذي كانوا يوعدون»، ولا نامت عيون عبيد الدرهم والدينار. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أترك تعليقاً

التعليقات