فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ما نعلمه جميعاً أن ثلاثة أجيال متأخرة بلا ذاكرة تاريخية، فلا يعلمون شيئاً عن التاريخ اليمني الحديث ولا المعاصر، وعندما سئل طالب أراد الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا في إحدى جامعات اليمن أن يضع ترتيباً لرؤساء اليمن، كان الترتيب على النحو الآتي: الإمام محمد البدر، الرئيس الإرياني، علي السمة! ولما سئل عن أعضاء المجلس الجمهوري، قال وبثقة، مجلس الأمن! وأراد أن يقول الثلاثي... فقاطعه الأستاذ: يكفي! وحين سأله الأستاذ: ماذا تعرف عن مدينة زبيد واليونيسكو؟ قال: زبيد مدينة تاريخية تقع شمال مدينة ذمار، واليونيسكو فاكهة شتوية تشبه نصح له الأستاذ أن يذهب فعلاً لاسترداد الرسوم التي دفعها لخزينة الجامعة، فاتضح أن لطف الله سار بالأخجف إذا ودف، فلم يكن قد دفع الرسوم!
وكثيرون -وأنا أحدهم- لا يعرف من هو القائد الحقيقي لثورة قريبة العهد هي الثورة الكبرى، ثورة 26 سبتمبر 62، هل هو حمود الجايفي، أم علي عبدالمغني، أم المشير السلام، أم جزيلان؟! إذ اختلف بعض الكاتبين على الأسماء المذكورة، وبعض أصحاب هذه الأسماء نسب القيادة لنفسه!! بل إن كثيرين -وأنا أحدهم- لا يعرف طبيعة العلاقات بين اليمن ملكية، وجمهورية، والمملكة السعودية، ولا بين شخصيات يمنية واللجنة الخاصة السعودية، التي كان على رأس قائمتها كما صرح الشيخ حميد الأحمر أبوه وفخامة الرئيس صالح، هذه اللجنة الخاصة المرتبطة مباشرة بوزارة الدفاع والطيران السعودية ويتسابق على الانضمام إليها شخصيات كبيرة فاسدة وعلى رأسها (الفنان) عبد ربه منصور هادي، والكورس الإيقاعي المصاحب له واضعي أهم إحداثيات تدمير اليمن وشعبه العزيز!
الملفات هذه وتلك تحررت من أرشيف العمالة وأصبحت بأيدٍ أمينة هي أيادي أنصار الله. وإذا كانت المراكز، مراكز الدراسات والبحوث، قد وضعت لاستقطاب مطبلي النظام الفاسد لذكر أمجاده الفاشية، فإن بالإمكان استردادها من طاسات المطبلين أو إنشاء مركز جديد يختار له رجال على درجة من العلم والصدق والسلوك الحميد، ليذيع في اليمن الحقائق المرة والحلوة، مجيباً على كل الأسئلة البسيطة والعميقة التي يطرحها شعب قدر له أن يكون معزولاً عن الحياة ليعيش في غياب جهل أسود مخيف.
والله الموفق.

أترك تعليقاً

التعليقات