فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من شأن الثورات اقتلاع النظام السابق بحيثياته المختلفة، والاهتمام بقضية العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة ورد المظالم وجبر الضرر. والحقيقة التي يقولها التاريخ ولا ينكرها أحد، أن النظام القديم تمظهر بشعارات أجملها شعارات «الميثاق الوطني»، الذي صرخ به الإعلام بأنه ضم -بفضل الزعيم القائد- أفكاراً صاغتها جماعة نخبوية ضمت طلائع الأحزاب التي لها اسم «الماركة» في المجتمع المدني!
وركزت وسائل الإعلام على قضية ما يشبه الإجماع الذي يؤكد المسار الديمقراطي لفخامته، مما يكسبه حب الأحزاب التي أجمعت على عدم صلاحيته لحكم البلاد والعباد، عدا بعض أصوات انتهازية شردت عن مبادئ أحزابها الأصلية والفرعية مقابل أرض مغتصبة، وسيادة يحدد موديلها مكتب الرئاسة أو أحد سكرتاريتها، طبعاً مقابل رشوة.
استبشر اليمنيون بثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014 بقيادة أنصار الله، وعلى رأسهم الأخ الجليل الورع الزاهد، عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبدأت مسيرة الضعفاء تسترد بعض حقها المنهوب، ولا ندري هل الحقوق تسير في طريقها الموصل إلى أصحابها، أم أنها ضلت في طريقها عاثرة!!
لا نعرف إن كنا نلتمس تخريجات لأعذار واهية لا تستند على مبادئ الثورات، فنبرر الأخطاء القبيحة -على اعتبار أنه لا بد للثورة من أخطاء، علماً بأن الثورة تصحح أخطاءها بشكل تلقائي مستمر، فالثورة الأم التي كانت خلاصة ثورات 26 أيلول/ سبتمبر لم تنصف المظلومين، وبما أن كل وازرة لا تزر وزر أخرى، فإن أسراً بكاملها لم تنل حقوقها، كأسرة بيت حميد الدين، وأسرا أخرى لا تزال مصادرة الحق من قبل مشائخ، كالشيخ الأحمر وقيادات سبتمبرية عسكرية ومدنية أخرى. ولما أراد علي عبدالله صالح أن يطلق عليه تسمية العدالة وجه بتعويض بيت حميد الدين بأثمان بخسة وحقيرة، ولذلك ينبغي أن تقوم حكومة الإنقاذ برد المظالم، جليلها وحقيرها، ومن ذلك جبر ضرر قادة الرأي من الحزبيين الذين عُذبوا، وربما قُتلوا في أقبية سجون الأمن الوطني، وبعضهم أصيب بالجنون جراء التعذيب، وتقديم المجرمين لمحاكمة عادلة كي يعلم المصابون بمرض السادية أنهم لن يفلتوا من العقاب في أي زمن، وأن الحق لا يسقط بالتقادم.
إن كثيراً من الأراضي المملوكة للمواطنين، وخاصة في تهامة، لا تزال نهب متنفذين أراد الزعيم أن يرفع بها خسيسته كسباً للولاء!

أترك تعليقاً

التعليقات