فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

عشرات هي مراكز البحوث في الكيان الإسرائيلي، بينما هي قليلة في الوطن العربي، وإن وجدت فهي تقليدية مطبوعة بضعف الأداء، مثقلة بالروتين المتحجِّر.
لا يستطيع المرء أن يحدد عدد مراكز البحث لدى الكيان الإسرائيلي، كمَّاً ولا نوعاً، فهناك مراكز نظرية تُعنى بالشرق والغرب، مقومات واتجاهات وتطبيقية تُعنى بالاختراعات والتجارب، وقد أسلفنا قبل أن هناك مركز بحوث يتبع جامعة "تل أبيب" هو المعني بالحرب والسلام، بمعنى ألا يعلن الكيان الإسرائيلي حرباً أو سلماً إلا باستشارته، وإذا كان رئيس جامعة صنعاء قد أعلن أمام رئيس الجمهورية السابق أن حجم البحث العلمي يساوي 20 ألف ريال، فإن هذا لا يعني أن البحث العلمي موجود بالمرة، بل هذا يعني -فقط- أن المفهوم للبحث العلمي متخلف، وأننا نعيش جهلاً مخيفاً، وأننا دهريون لا نفكر بالمستقبل مطلقاً.
وللمرء أن يسأل إن كان هناك بحوث تُعنى بالزراعة في اليمن، أو في جانب من جوانب حياتنا، بل إن هذا لا يهم وزارة التخطيط التي لا تخطط، ولا المالية التي لا يهمها أن يكون في اليمن مراكز بحثية، واقترح صديق متحمس أن تكون مبالغ وزارة شؤون القبائل أو الإدارة المحلية مخصصة للبحث العلمي.
لا أعلم إن كانت وزارة شؤون القبائل موجودة، أما يقيناً فإن هناك مبالغ لمشائخ القبائل، أسوة باللجنة الخاصة السعودية، وللأسف فلقد أنشئت بعض المراكز في العهد الماضي بدافع الترضية، ولم تكن ذات جدوى، إلَّا من حيث استحقاقات مالية لأصحابها.
يتمتع اليمن بمكان استراتيجي، من حيث البناء الجغرافي المتميز، والخلفية الديموغرافية، مما يجعل إنشاء مراكز بحثية ذات اختصاصات صائبة، أمراً ضرورياً.
على ذكر المراكز، يوجد في فلسطين المحتلة مركز لدراسات باب المندب، ومركز لدراسة اللغة اليمنية القديمة، واللغة الحبشية (الجعزية)، وهو المركز الذي أصدر بحوثاً من بينها أن بلقيس حبشية وليست يمنية!
الكلام موجه لوزارة الثقافة، لنسألها: ماذا تحتاج اليمن من مراكز بحثية الآن؟!

أترك تعليقاً

التعليقات