فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

عالم الإنسان الحديث يقرر منهجاً في علم الاتصال بين جهتي الخطاب: ملقٍ ومتلقٍ. فهناك ملقٍ، وهناك متلقٍ، وهناك رسالة. ومن أساسيات هذا الثلاثي وضوح المنهج. ولم أستطع من أول درس أن أقنع غيري (طلاب الجامعة) بأن يكونوا منهجيين، مع أني ضربت لهم الأمثال، فقلت إنني إذا سألت هذا السؤال: من أين أركب إلى تعز؟ سيجيب: من باب اليمن. وأسأله السؤال الآخر: إذا ذهبت إلى تعز عن طريق مأرب أيمكن ذلك؟! سيقول لي: نعم، ولكن مقابل 3 أشياء: الجهد والوقود ومخاطر الطريق.
إذن لا بد من منهج لتوفير الجهد والمال والوقت. فوجود المنهج ضروري جداً. ومن ضمن المنهج تحديد المصطلح. ولأننا غير محددي المصطلح فإن هذا يعني أننا بدون منهج. فماذا يعني مفهوم عبدالناصر للاشتراكية؟ وماذا تعني "الرؤية الوطنية"؟ وماذا يعني أن يكون الإنسان وطنياً؟ وما هو المعيار؟!
أكاد أجزم أني لم أفهم مصطلح الرؤية الوطنية، وكان أولى أن تطرح هذه الرؤية للأمة اليمنية، وبشكل "استفتاء"، لتصبح يمنية، والاستفتاء من شأنه أن يحدد المعيار لضبط المصطلح، بل أكاد أجزم أن صاحب هذا المصطلح لا يعرف من قريب أو من بعيد هذا المصطلح أو معاييره ومآلاته (وبدون زعل). وهامش أكتبه (وبدون أي زعل أيضاً) فقد قال راكب باص إن ما أسمعه يثير القرف، وهو أن بعض الناس يذهبون لتجار يسألونهم إتاوات للمجهود الحربي، فأرجو أن يتأكد من يعنون بهذا الأمر من هذا الكلام الذي يعني لي وللجهات الاختصاصية أن يكون بلاغاً للنائب العام.
موضوع الشاب المقتول (ظلماً) يمثل موضوعاً يتبناه الرأي العام، وأصبح بمثابة فاحشة يشيعها الطابور الخامس عشر، فما ضر الدولة إن هي سمحت للإعلام بنقل وقائع التحقيق مباشرة وعلى الهواء كي لا يستمر الإرجاف في المدينة؟!
يا قوم، لا بد من تحديث جهاز القضاء، الذي شوه بعض القضاة سمعته على مدى 30 عاماً من حكم الفاسد.

أترك تعليقاً

التعليقات