رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
يشاهد كيان العدو "الإسرائيلي" مستقبله الوشيك ماثلاً في صورة الإمارات التي تترنح في مهب موجة ثانية من "إعصار اليمن" ضربتها أمس.. فقط – عقب أيام من موجة أولى مماثلة في جرأتها وتركيزها ودقتها، كانت قد عصفت بالدويلة الزجاجية الاثنين الفائت.
تعبر "تل أبيب" عن هلعها بكلمات واضحة ومباشرة ولا يشوبها المجاز، إزاء ما أضحى عليه يمن ثورة أيلول من مستوى عسكري وازن وإرادة وقدرة فارقتين في إدارة الاشتباك وانتقاء الأهداف المفصلية وضربها دون تردد أو حسابات تكبل سبّابة صانع القرار الثوري في اليمن.
وفي الوقت الذي ترفع "تل أبيب" عقيرتها بكل هذا الهلع العلني، فإن أبوظبي لاتزال تراهن على أن لدى كيان العدو الصهيوني، تعويذة خلاصها من لعنات الأعاصير اليمنية الماثلة والمفتوحة على المزيد من نُذُر الزوال.
يستشرف محللو كيان العدو مستقبله على هذا النحو من اللامواربة: "ما يطال الإمارات اليوم سيطال إسرائيل غداً"، ويصفون الرد العسكري اليمني الذي أصاب أهدافه في إمارتي أبوظبي ودبي بـ"الجرأة المذهلة"، متوقعين في معرض التحليل أن "لدى الحوثي المزيد من المفاجآت العسكرية القادمة"، بحسب قولهم... لكن العقل البعراني -إن جاز التعبير- لا تحد إيمانه حدود بمطلق القدرة "الإسرائيلية والأمريكية"، على استنقاذه من بؤرة إعصار بدأ هبوبه المحتدم تصاعدياً ولا عاصم منه لدويلة الإمارات، سوى أن "تكف يدها عن اليمن.. أو نقطعها" حد وعيد رئيس الثورية الدبلوماسية محمد عبدالسلام، والأمر ذاته ينطبق على مملكة بني سعود في حساب مسار عدوانهما العاثر ومآلاته الوخيمة على حاضر ومستقبل الكيانين الوظيفيين.
أصل المفارقة تكمن في العجز المتبادل بين أدوات العدوان التنفيذية من جهة وبين مديرها التنفيذي من جهة أخرى، ففي حين خاض الكيان الصهيوني وأمريكا ويخوضان حربهما على يمن ثورة أيلول، عبر السعودية والإمارات وخلطة دول ما يسمى "التحالف العربي"، فإن هذه الدول تفر من عجزها لائذة بوهم القدرة المطلقة للأصيل العاجز أصلاً بعجز أدواته التنفيذية.
أخفقت خلطة دول العدوان كأذرعة حربية هجومية في "القضاء على منابع الخطر الذي يهدد إسرائيل" متمثلاً في يمن ثورة أيلول الجديد، وارتدَّت تداعيات إخفاق دول العدوان خطراً داهماً ومحققاً على هذه الخلطة التنفيذية ذاتها، وبعد 7 أعوام من مراكمة الخيبات الهجومية، تخفق دول العدوان اليوم بصورة جلية كـ"حائط صد دفاعي متقدم في المنطقة عن إسرائيل" أمام يمن أيلول الذي أضحت يده طائلة وعابرة للجغرافيا الإقليمية على نحو باتت معه دولة كيان العدو الصهيوني في مرمى كبسة زر من سبّابة القيادة الثورية اليمنية، وتجاوزت هذه الحقيقة "سفر التكهنات" السديمية إلى "سفر الكينونة" الماثلة للعيان، وسيد الثورة أبو جبريل لم يكن يرجم بالغيب حين قال جازماً: "اليمن جزء من معادلة الحرب الإقليمية" التي رهن السيد نصرالله اندلاعها بـ"مساس العدو الصهيوني بالقدس".
إن "تل أبيب وواشنطن ولندن" لا تستشعر الخطر الداهم اليوم عن كثب، وإنما تعيشه قيد أنملة من مخدعها، وإذ هرولت جنود القيادة الوسطى الأمريكية لائذة بمخابئها في "الظفرة الإماراتية" تحت جلجلة الجوصاروخية اليمنية، فإن منطق البعران يبدو اجتراراً لمنطق مشركي قريش حين قالوا في رواية القرآن عنهم: ".. اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم".
يحتاج البعران إلى معجزة خارقة ليتخلصوا من القبضة القاهرة لقصورهم الذاتي ويقرروا أنهم ذاهبون حتماً إلى التلاشي في هباء الصحراء كسابق عهدهم قبل الطفرة، فيثوبوا إلى حقيقة وَهَنهم وقزامتهم بالنشأة؛ أو يتأهبوا لخيار الزوال كرجال حقيقيين دون استدرار نواح وعويل وتضامن العالم المنافق بشيكات نفطية لا توارب واقع انعدام الرجولة لديهم ولا تصمد أمام رجال اليمن الحقيقيين.

أترك تعليقاً

التعليقات