لي مهنةٌ أُخرى أوانَ الحرب
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

لا يسمحُ الطيرانُ للقلبِ المجنَّحِ أن يسافرْ
أو أن يطيرَ ككلِّ طائرْ
بين الدوالي والمشاقرْ
من تينِ سيدةٍ إلى زيتونِ قاصرْ
لا يمهلُ الطيرانُ قلبي كي يخافَ وكي يحاذرْ
ولكي يُشرِّعَ شرفةً كسلى لدوريٍّ يُحوِّمُ كي يحطَّ على جنينةِ كفِّ شاعرْ
ولكي يطيرَ إلى مراهقةٍ هنالك طَفْلَةٍ حبلى مشاعرْ
هي بَعدُ تلثغُ لا تحاورُ كي تحاربَ بل تحاولُ أن تناورْ
لا يمهلُ الطيرانُ قلبي كي يكبَّ على الدفاترْ
قد يبلغُ الإلهامُ ذروتَهُ فتخذلهُ المحابرْ
قد يوقفُ الرقيا ليحصيَ ما تبقى من سجائرْ
قد تَصدُقُ الوعدَ القصيدةُ حين يجدرُ أن يغادرْ
...
لي مهنةٌ أخرى أوانَ الحربِ..
أخلعُ مخملَ التهويمِ عن لغتي وأخلعُني على الجرحِ المكابرْ
فأصيرُ قطناً أو ضماداً أو شراعاً للدساكرْ
حمَّالةً بين المجازرِ والمشافي والمشافي والمقابرْ
ورصاصةً مشبوبةً في مشطِ ثائرْ
لا أُمهلُ الطيرانَ كي يضعَ الكرامةَ ضمنَ قائمةِ الخسائرْ
أو أن يمدَّ عظامَ قتلانا (قطاراً للمشاعرْ)
أو تذاكرْ
للساجدينَ إلى الذقونِ الزاحفينَ على البطونِ؛
إلى بلاطِ جلالةِ البترولِ؛
خصياناً وحمَّالي مباخرْ
لا أمنحُ الطيرانَ فرصةَ أن يحوِّلَ جنةَ اليمنيِّ مبغىً؛
أو مزاداً للضمائرْ
وحديقةً خلفيةً للروثِ والجربِ الوهابيِّ المجاورْ
لي أن أقررَ ما أكونُ ومن أكونُ؛
لي البدايةُ والنهايةُ فوقَ هذي الأرضِ أرضي كابراً عن كفِّ كابرْ
وأنا عليها أولٌ من غيرِ آخرْ
لي أن أكونَ كما أشاءُ وما أشاءُ؛
وأن أريدَ ولا أريدَ وأن أحاورَ كيف شئتُ وحيث شئتُ ولا أحاورْ
أنا ملحدٌ جداً بأمريكا وكافرْ
ولديَّ في بنكي الكثيرُ من البذاءةِ كي أبولَ على الوصايا الأجنبيةِ والأوامرْ
...

تعز أبريل 2015م

أترك تعليقاً

التعليقات