رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -

بدأ تحالف العدوان الأمريكي العرباني الكوني حربه على اليمن بأعلى سقف للقوة العسكرية، ومتحللاً من كل ضوابط وأعراف وقيم اشتباك في استهدافه لكل شيء في اليمن بشراً وحجراً...
في العام الخامس لم يربح الحرب، ليس ذلك فحسب، بل خسرها كغايات وأهداف استراتيجية، وانقلب السحر على الساحر، وتحول في المقابل زمام المبادرة والفعل في الفضاء وعلى الأرض إلى أيدي جيشنا ولجاننا الذين خاضوا حرباً دفاعية مشروعة بدءاً من صفر الإمكانات العسكرية والاقتصادية وفي خناق حصار كامل وبلا أصدقاء في عالم كله أعداء بصورة مباشرة أو غير مباشرة...
التحالف بدأ عدوانه من ذروة القوة، وتردى لحضيض القدرة على تثبيت مكاسب حقيقية آمنة منه، عوضاً عن عجزه في اتقاء تبعاته المرتدة على عمقه الحيوي الأهم في العالم...
بينما يدشن الحفاة في عام خامس استراتيجية رد وردع متفوقة بما يفي بتحقيق توازن رعب وألم، ومن ثم تفوق رد وردع كفيل بتخليق موازين قوى إقليمية يلعب اليمن الحر المستقل دوراً محورياً ووازناً فيها، في مقابل شلل وضمور وفقدان وزن على ضفة الدول المعتدية التابعة وظيفياً لمركز الهيمنة الكونية الأمريكي، وهو ما يعني شللاً وضموراً وانحساراً في القوة الأحادية المطلقة لهذا المركز الكوني.
معادلة وموازين لم يكن بوسع حتى دول عظمى كالصين وروسيا تخليقها، ولا أهلية موضوعية وذاتية لهما في النهوض بها أو الجرأة على مقاربتها وتبنيها كأجندة استراتيجية في أتون صراعهما مع أمريكا، والذي يعد صراعاً غير تناحري، بل تناوري بين تجار محكومين بقيم ومخاوف ومصالح السوق التي تمثل أمريكا مركزاً أحادياً لها، وتمثل الصين وروسياً رقمين في بورصاتها، وكريات دموية سابحة في دورتها المالية والاقتصادية الرأسمالية الغربية بتماهٍ خالص لا تعكره تراشقات الضرائب والرسوم الجمركية المتبادلة وأزمة "مديرة هواوي" وأزمة "هونج كونج" بين واشنطن وبكين، على هامش المشتركات الاستراتيجية الجوهرية الاقتصادية الناظمة لعلاقة حكومتي البلدين.
الحفاة الذين يقلبون عالم الهيمنة اليوم رأساً على عقب، هم أنضج بني البشرية موضوعياً وذاتياً لريادة فعل تاريخي يعيد لكوكب الأرض توازنه البيئي والإنساني والقيمي، بعد أن بات على يد أمريكا حظيرة كائنات تحت آدمية متغربة في جلدها، مكبلة ببؤسها وهوانها، راكعة لكسرة خبز حاف تسفح ثمناً لها كل شرف وفضيلة وكرامة، موقنة أن هوانها هو السقف الأعلى لممكنات الحلم، وأن أمريكا هي سماء هذا الكوكب وسدة إدارته خيراً وشراً بلا منازع ولا شريك، وأنها نهاية التاريخ...
الحفاة هم الأكثر حرية على هذا الكوكب، لأنهم خلعوا نعال الوصاية وقبعات الطأطأة والانحناء لصفعات السوبرمان.. ولأنهم لا يملكون من رجس الاستهلاك الكوني الذليل إلا إنسانيتهم المخلوقة على أحسن تقويم في زمن تردت خلاله معظم البشرية منتكسة لأسفل سافلين، فباتت قشة في خضم غابة ديجيتال تنهض تراتبية القيمة فيه صعوداً وهبوطاً على درجات سلم الاقتناء والاستهلاك، لا الكرامة والحرية والاستقلال.

سياق لصيق
تسمية أم كلثوم باعلوي مندوبةً للجمهورية اليمنية في الأمم المتحدة، إن لم تكن ضربة لمشروع العمالة بالعموم، فإنها ستدفع بياسين سعود نعمان إلى هاوية الهلوسة والجنون بالحد الأدنى.. وهو الذي نافخ ريشه ويصيح منذ سنوات باعتباره ديك صباح الاحتلال وسادن شمس بريطانيا التي لا تغرب.
من الآن راقبوا كيف سينهار ياسينو، هذا الخلطة من الشحم والسماجة وبذاءة المنطق وابتذال الفكر...
أم كلثوم وهي مناضلة حقيقية من طراز نادر، هي منذ اليوم همزة الوصل الرسمية بين صنعاء والعالم، وأما ياسين سعود نعمان فعقب سيجارة امبريالية دخنتها مشيخات البترودولار ثم سحقتها بلامبالاة بكعب قدم غلمانها على إسفلت العمالة..
حنجرة أم كلثوم لن تطرب ديك الكمب البريطاني الوضيع، لأنها ممر لآمال شعبها اليمني وآلامهم في مواجهة نشاز ديكة الفقاسة الاستعمارية الامبريالية الرجعية وصيصانها الرخيصة العاكفة على تنقير فتات الريالات من صحن بني زايد وسلمان، والصائحة كمؤذني الوهابية بالحمد والشكر لولي النعمة وملك الحزم والعزم والظفرات...
تتكئ أم كلثوم على قضية عادلة وشعب عظيم وشريف وجيش ولجان تقض بطولاتهم مضاجع طغاة الكون من أبها إلى كليفلاند... بينما يتكئ نظائر ياسينو على عجلة برادلي مثقوبة ومكتظة بجثث نافقة لمأجورين حلموا بأن يخلفوا الشعب اليمني العظيم على تاريخه وترابه وأمجاده وشموخ إنسانه، فوقعوا بلا عزاء كومة لحم محروقة تحت أقدام حفاة ثورة 21 أيلول المجيدة...
الفارق بين ياسين سعود نعمان وعقب السيجار النافق أن الأخير يمكن تدويره صناعياً لإنتاج سلعة نافعة، بينما الأول مقصور على الاستعمال لمرة واحدة كما قال الزعيم بشار الأسد...

أترك تعليقاً

التعليقات