مـــصر الــــتي....
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

يتعهد السيسي عقب كل مجزرة إرهابية ترتكب بحق المصريين بـ(مواصلة الحرب على الإرهاب)....ويوماً فيوماً ينشط عداد القتل بلا رادع جدي من الجهات المسؤولة عن الشعب.
التنظيمات الإجرامية وأذرعة العنف السياسي المنظم في مصر لا تهاجم ولا تنطلق في عملياتها من خارج جسم النظام ومؤسساته بل من صلب هذه البنية النظامية والمؤسسية السياسية والاقتصادية والفكرية المسيطرة على مقاليد القوة والحكم المصري وستظل تنضح تناقضاتها في صورة سواطير وعبوات ناسفة واغتيالات واستهدافات موجهة طائفياً وعرقياً ودينياً حتى تأتي على مجمل مكونات النسيج الاجتماعي المصري لأن البديل عن ذلك هو سقوط وتداعي بنية السيطرة أمام تناقضاتها وتنامي السخط الشعبي المحتقن في الشارع المثخن بالبؤس والعوز وانسداد أفق الخلاص بعد أكثر من موجة غليان شعبي أجهضت توالياً ولم تسفر عن تغيير في البنية المنتجة للمعضلات على اختلافها وهي بنية غير مؤهلة بالقصور الذاتي لوضعها الطبقي والوظيفي لأن تكون وجهة استطباب وملاذ حلول وتعويل..
إجهاض موجة يناير 2011 عبر الذراع الوظيفي الكولونيالي الإخواني ثم إجهاض موجة يونيو 2013 بإعادة دهن الواجهة الحاكمة بجنرال جرى التسويق له باعتباره (عبدالناصر جديد) في مغازلة لمخيلات السذج والحالمين، ليسفر عن (أراجوز نازي مهووس بالسلطة وغاية في الليونة لجهة بيع مصر كلها بغية البقاء على رأس الكومبارس الحاكم)..
تأملوا في واقع بلد كاليمن يواجه وحيداً عدواناً كونياً متعدد الجنسيات وينعم بوضع أمني مستتب لا تعكره سوى طائرات العدوان الأجنبي........هذا الوضع هو حصيلة المقاربة الجذرية الثورية التي ترجمتها ثورة 21 أيلول قولاً وعملاً في توجهها الجاد والجريء لتقويض حواضن الإرهاب التي مثلت لعقود رافعة للاستثمار السياسي وركيزة رئيسة لوجود سلطة الوصاية والتبعية...في غضون أشهر جرى تجفيف وردم مستنقعات ومبايض الجريمة المسيسة واستمر تفكيك شبكاتها الشيطانية تباعاً في ظروف غاية في التعقيد لاسيما مع شروع التحالف الأمريكي في عدوانه الكوني على اليمن.
أي الثورات العربية فعلت ذلك ونجحت فيه  سوى ثورة اليمن الأنصارية ذات التوجهات الجذرية وغير الموصولة بفقاسات الإرهاب والإملاءات الأمريكية الغربية.
إن القطيعة مع التبعية لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي وانتهاج سياسة تحررية وطنية خالصة على كل مصاف بناظم مصلحة الشعب والأمة والإنسانية هو السبيل الوحيد لطي سجلات الوجود الإجرامي المسيس وتنظيماته ودون ذلك تبقى كل التعهدات بمحاربة (الإرهاب) لازمة استهلاكية تمهر مجازره كلما فتكت في الناس للتعمية على كون القاضي هو المتهم في الجريمة والقاتل هو المحقق..وحاميها حراميها..
إليكم مثالاً عملياً على صدقية هذه المقاربة ...مثال يتجلى في مناهج و ذهنيات جوقات التدريس في.الأزهر غير الشريف و ومواقفه من قضايا الأمة المركزية ومن الحرب على سوريا والعدوان على اليمن وغزة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية ...في كل ذلك يصدر الأزهر عن مشروع الهيمنة الغربية وشبكة وكلائها الصهيووهابية العبرية العربانية....بوسعكم الاطلاع على تكايا الافتاء الداعشي ومزاد بيع الصكوك للطغاة والقتلة واللصوص من أروقة الأزهر عبر جوجل وبضغطة زر .....
في سيناء والعريش يتكامل السيسي مع مشروع الكيان الصهيوني لتجريف هذه (البقعة التوراتية المقدسة) من شعبها وخنق المقاومة الفلسطينية في غزة ...دور أمني وجيوسياسي لصالح إسرائيل لا يختلف كثيراً عن دور سلطة دنبوع رام الله أبومازن إلا من حيث عتاد الحملات الأمنية والعسكرية الموجهة لخدمة تل أبيب في مصر ورام الله..
...
#صلاح_الدكاك

أترك تعليقاً

التعليقات