رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
في رد نيسان/ أبريل الإيراني على الكيان الصهيوني عقب عدوان الأخير على قنصلية طهران بدمشق، نعقت أبواق الصهيونية العربية، وعلى رأسها إعلام وذباب مشيخات النفط وخازوق تركيا توكل كرمان وصبيانها، زاعمة أن الرد صرف أنظار العالم عن غزة وقضيتها!
الأبواق نفسها تنعق اليوم بتهكم مستعجلةً "رد إيران ومحور المقاومة على الكيان عقب العدوان الصهيوني على بيروت وطهران والحديدة". وحين يتم الرد -وسيتم- ستنعق الأبواق نفسها كما نعقت سابقاً وفي كل وقت، زاعمة أن "الرد صرف الأنظار عن غزة وقضيتها"، وأكثر من ذلك هذه المرة ستزعم أن هذا الرد عرقل "جهوداً أمريكية قطرية مصرية صالحة" كانت على وشك تحقيق وقف إطلاق نار في غزة!
لا إمكانية للتساؤل بأي ذهنية تفكر هذه الأبواق الصهيوعربية، وكيف تنتج "مواقفها"؛ ليس لأن الإجابة على هذا التساؤل عسيرة، بل لأنها إجابة معلومة سلفاً، فالأبواق لا تفكر، بل يجري حشوها بالأفكار من قبل نافخيها الأمريكان والصهاينة، وهي (الأبواق) لا تنتج مواقفها بذهنية مستقلة عن ذهنية النافخين. إنها باختصار محض أبواق!
لذا فإن من العبث التقاط تناقضاتها تلك أو تذكيرها كأبواق "عربية ومسلمة" بأن الشهيد الكبير هنية هو عربي فلسطيني مسلم، والثأر له يقع على عاتق السيسي وتميم وزايد وسلمان وأردوغان، كما هو على عاتق أبي جبريل وأبي الهادي والخزاعي وخامنئي، الذين يثأرون بدمائهم لدماء أطفال ونساء غزة المسفوكة على مدار الساعة منذ ما يقارب العام.
فلنعد بالذاكرة للوراء ونطرح مزيد تساؤلات ساذجة من قبيل: لماذا لم ترد أبوظبي على اغتيال الموساد للشهيد عماد المبحوح في دبي؟!
لماذا لم ترد أنقرة على اغتيال منشار الرياض لجمال خاشجقي وتقطيعه وفرمه ودلق مزقه في مجارير إسطنبول؟!
ولماذا لم يحُلْ اغتيال الرئيس مرسي دون عودة العلاقات بين القاهرة والدوحة وأنقرة بعد تصعيد سياسي إعلامي -حد الحرب- استغرق أكثر من عشرة أعوام بين العواصم الثلاث، لينتهي بعناق ثالوثي حميم على فراش صهيوأمريكي؟! و... طز في مرسي والمئات من الخونج الذين قضوا في أقبية وسجون السيسي!
لقد باركت كرمان عدوان ما يسمى التحالف العربي على "بلدها" اليمن، زاعقةً: "لسان الضاد يجمعني بعدنان وقحطان"؛ غير أن الضاد الذي تذرعت به كان حينها كما هو اليوم صهيونياً في قاموس الأبواق، وسيان معه "أفيخاي أدرعي" و"أفيخاي أضرعي"، فالمسمى واحد بحساب المشروع الصهيوأمريكي!
إن محور الجهاد والمقاومة يخوض معركة إسناد غزة من قبل ومن بعد تطورات الاشتباك الأخيرة في مجرى المعركة بينه وبين العدو الصهيوني، وهو ملزم بالرد، لا أمام حثالة الخونة والعملاء ومجاراةً لشهوتهم الدنيئة، وإنما أمام مبادئه وقيمه ومقتضيات الحرب وغاياتها، وأمام شرفاء وأحرار المنطقة العربية والإسلامية والعالم، من بيروت نصر الله وصنعاء بدر الأنصار إلى بوركينا سنكارا وكاراكاس مادورو وبوليفار...
أغلق يمن أبي جبريل موانئ فلسطين المحتلة، وحاصر كيان الاحتلال الصهيوني على بعد آلاف الكيلومترات من اليمن. وأغلق لبنان أبي الهادي مغتصبات شمال فلسطين بعمق خمسين كيلومتراً عن بكرة أبيها وشرد قطعان الغاصبين الصهاينة...
فلتغلقوا ما تسمونه "سفارات إسرائيل"، ومكاتبها وممثلياتها التجارية المجاورة لمضاجعكم في القاهرة والدوحة وأبوظبي وأنقرة، أو فلتحاصروها بهتافات الشجب والتنديد، إن استطعتم وتوافرت نُشارة نخوة لديكم، ولن تستطيعوا ولن تفعلوا، فكلاب أكشاك حراسة الصهيونية الذليلة لا تكشر عن أنيابها نابحة باجتراء إلا في وجه شرفاء الأمة وأحرارها، وهي أحقر من أن نُلقمها حجراً طاهراً من ردم منازل غزة وصنعاء ودمشق وبيروت وبغداد وطهران، التي تناثرت على مذبح شرف القضية، وبعدوان صهيوأمريكي بلافتات شتى مباشرة وغير مباشرة، وبالأصالة أو الإنابة عن أعداء الأمة والإنسانية.
أيها الحثالة الساقطة، سيجيئكم ما تستعجلون به من عذاب، ويهدم مباغي وقلاع أربابكم على رؤوسكم ورؤوسهم، فانبحوا حتى حين!

أترك تعليقاً

التعليقات