رئيس التحرير - صلاح الدكاك

(بركان2H) في الرياض و(خيارات الساحل) في الحديدة و (صاروخ بحري يمني مندب 1) و(قوات التدخل السريع الأمنية) في عمران والتقدم في لحج وتطويق المرتزقة في تعز ، وجدارة التنكيل بزحوفات العدوان في نهم وميدي، حزمة معطيات ميدانية نوعية تمثل الترجمة العملية لموجبات مواجهة تصعيد العدو الذي نبه سيد الثورة إليه في خطاب سابق له.
الرئيس الصماد كان دشن استراتيجية جديدة في الاشتباك مع العدو مضمونها الانتقال من الدفاع إلى الهجوم لكن تدخلاً روسياً مرجحاً أفضى لتجميد هذا المسار بذريعة أزوف نهاية الحرب والشروع في تسوية سياسية.....الوسيط الروسي لم يضغط لوقف مجازر طائرات العدوان بحق المدنيين و لا لضمان تدفق العملة المطبوعة حديثاً إلى البنك المركزي في صنعاء وعوضاً عن ذلك راح يدفع في الكواليس بالعلاقة بين الأنصار والمؤتمر إلى حالة التباين الحاد في مفهوميهما للسلام وطبيعة التسوية التي يفترض أن تنهي العدوان وتحكم المشهد السياسي وتعتبر مبادرة (الراعي البرلمانية للسلام )أبرز مخاضات الدفع الروسي للمؤتمر باتجاه هذه القطيعة كما أن فعالية أغسطس الحزبية التي جرى التعبئة لها قبل أشهر من موعدها كانت غطاءً لا غنى عنه للمبادرة الآنفة التي تنازلت للعدوان عن كل منافذ الجمهورية براً وبحراً وجواً والحديدة في صدارتها.
إن انسحاب المراقبين الأمميين من ميناء الحديدة والصليف وحث التحالف الأمريكي السعودي للبعثات الدبلوماسية العاملة في صنعاء على مغادرتها و الإعلان عن مكافآت ضخمة عن رؤوس عدد من وزراء الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى ، خطوات لم يقدم عليها العدو بمعزل عن التشاور مع روسيا فالأخيرة ترى أن غطاء اعترافها غير المباشر ولا الرسمي بمخرجات الوفاق السياسي الأعلى والإنقاذ هو أعطية روسية لم يقابلها الأنصار بالإذعان المطلوب كثمن عنها يتمثل بنظرهم في(وقف الضربات الباليستية على الرياض و إسقاط الإمارات من قائمة الاستهداف بالرد اليمني الصاروخي ) والقبول بصيغة سلام روسية تتبنى جوهر مطالب العدوان وتتباين معه في المنطوق....يعتقد الروس أن وضع الحديدة تحت إشراف دولي تكون موسكو طرفاً فيه بقرار أممي هو أمر مطمئن للصين الحليفة لهم والمناهضة لنزعة السيطرة الأمريكية على مضايق الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وبما أن المفاوض الثوري الوطني يرفض التفريط بالسيادة اليمنية بالعموم وهذا الجزء البحري المهم والحيوي من الجمهورية بالخصوص ، وبما أن القيادة الثورية أفسحت للعدو مجالاً كريماً لإظهار حسن نواياه ووقف مجازره فزاد عتواً وشرهاً للقتل وصداً عن سبيل الحل السياسي عبر الحوار،ولم يزاول الروس ضغوطاً تذكر عليه في هذا الاتجاه فقد اتخذت القيادة قرار الرد واستهدفت عاصمة المملكة في مطارها الرئيس بضربة باليستية مزلزلة ثأراً لدماء المدنيين اليمنيين، وهي جملة أمور أجهضت محاولات الاصطياد الروسي السهل وغير المكلف في حمام الدم اليمني وبالنتيجة هتكت قناع نوايا موسكو الحسنة عن عضو آخر في تحالف العدوان يؤازر اليوم سيناريو غزو الحديدة واستباحة مقرات عمل الإنقاذ والسياسي الأعلى من قبل طيران التحالف في القادم القريب كعقاب لعدم إذعان القيادة الثورية لقرصنته الناعمة.
مبدأ الجهوزية والتعبئة المستمرة للمواجهة العسكرية مع الانفتاح على مسودات ومقترحات الحل السياسي هو خيار القيادة الثورية لصد وإحباط محاولات الاختراق المثابرة التي يقوم بها العدو على جبهتي الاشتباك الميدانية الفجة والدبلوماسية الناعمة.
إن العالم المنافق بما فيه روسيا شديد السخط لعجزه المتواصل عن افتراسنا بوصفنا شعباً من الحفاة والأميين في اعتقاده....لكن تعبيرات سخطه الناجم عن هذا العجز مهما أراد لها أن تبدو مخيفة وحاسمة تبقى في جوهرها مؤشراً على عجزه المستفحل وتوارب وهن مطابخه وخواء ترسانته العسكرية والسياسية والإعلامية أمام شعب الحفاة المكابر الثائر العظيم.
لعبة الحصار باتت سامجة في الوجدان الشعبي العام لليمنيين كما أنها لن تمر بيسر مع تدشبن استرايجية الهجوم بدلاً عن الدفاع و هكذا فإن الألم الذي سيطال شعبنا بفعل القرصنو الفاضحة على ميناء الحديدة ستقابله قواتنا المسلحة برد مزلزل في عمق البحر و طرق الملاحة وسيكون على العالم الذي لا يحفل بألمنا أن يتألم هو الآخر و شتان بين الألمين....

أترك تعليقاً

التعليقات