رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا-

بعد 4 أعوام يجد سيد الثورة أن من المهم بسط وإجلاء باطل العدوان على شعبنا وصوابية مواجهتنا له، برغم سفور وجلاء البراهين لعموم سكان المعمورة ساعة فساعة ويوماً فيوماً وعاماً فعاماً منذ ليلة الـ26 من مارس 2015 إلى عشية العام الخامس من عدوان التحالف الكوني وصمود شعبنا الفذ في وجهه..
هذا البسط والإجلاء لما بات جلياً، ليس إلّا تثبيتاً للأسوياء دينياً واجتماعياً ووطنياً وإنسانياً على طريق الصمود والمواجهة من جهة، وإقامة حجة وتذكيراً من جهة مقابلة للخونة والعملاء والمرتزقة والمثبطين والقاعدين عن المسؤولية بباطل ما هم سائرون عليه تمادياً في الشذوذ على كل منطق وعُرف ودين وفطرة إنسانية.
يبني السيد القائد عبدالملك الحوثي مقاربته بصيغة تشاركية مع ذوي الألباب من المتلقين، فيعتمد أسلوب بسط المعطيات والمجريات وطرح التساؤلات ثم استخلاص المواقف السليمة خطوة بخطوة، ومن ثم إحالتها لكشَّاف الدين والوطنية والسوية الإنسانية للتثبُّت من صوابيتها يقيناً.. "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون"، "كُتب عليكم القتال وهو كره لكم"، "ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين.."، "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".. وبالوفرة والوضوح ذاته يسرد سيد الثورة حوافز التصدي للعدوان بموجبات الوطنية والأعراف والتقاليد القبلية والعزة والإباء والحمية اليمانية، وصولاً إلى موجبات الفطرة الإنسانية المجبولة على الحرية ورفض الضيم والدفاع عن النفس والحق في الحياة إزاء ما يستهدفها من أخطار وتهديدات تطال مسرح نشاطها الإنساني بعموم مناحيه ومجالاته بلا حرمة ولا استثناء لأي منها.
كان العدوان الكوني على شعبنا غادراً وفجائياً، وكان خيار الصمود والمواجهة رد الفعل الطبيعي إزاءه..
كان العدوان يتكئ في مشروعيته وشرعيته على قرار أمريكي ومساندة إسرائيلية، وكلا أمريكا وإسرائيل لا رصيد لهما في رعاية حق أو الانحياز له، وإنما زاخر –على النقيض- بالقرصنة وتركيع وتعبيد وإذلال الشعوب ومصادرة حقوقها وثرواتها وقراراتها والتآمر على خياراتها المستقلة والتدخل في شؤونها الخاصة، بحيث بات لا شرعي في العالم سوى ما هو أمريكي وما تباركه أمريكا وينسجم مع مصالحها غير المشروعة في الهيمنة على شعوب وبلدان العالم!
يهب الرئيس الأمريكي القدس والجولان للكيان الصهيوني "كما لو أنهما ملك أبيه"، يقول سيد الثورة... ويعترف بـ"غوايدو" رئيساً شرعياً لـ"فنزويللا" وينزع الشرعية عن رئيسها المنتخب، وعن الرئيس بشار الأسد الشرعي بموجب إقرار العالم وبالتمثيلات الدبلوماسية لدولته التي تزاول عملها رسمياً في الأمم المتحدة ومختلف ممثليات الدبلوماسية الدولية!
هذه هي أمريكا التي يعرفها عموم شعوب الأرض وأممها، ولا تخفى سجلات جرمها وعدوانها على أحد ليجليها سيد الثورة، إلّا من قبيل إقامة الحجة على أولئك الذين يعرفون باطلها كما يعرفون أبناءهم، ثم ينحازون إليه ويجنّدون أنفسهم في سبيله جحوداً بالحق المبين لشعوبهم وضد مصالحها المشروعة وحقوقها الطبيعية والمكتسبة.
بذلنا أنْفَس الأرواح وأزكاها وباهظ التضحيات وأثمنها على مذبح مواجهة باطل العدوان، أجل.. لأن كلفة الاستسلام والرضوخ أثمن وأبهظ من كلفة المواجهة أضعافاً مضاعفة، واليوم فإننا نحيا كاملي الحرية كما يليق بنا كآدميين، برغم الآلام والحصار واستمرار الحرب الشاملة، وبتنا "نمتلك من التقانة المصنّعة والمطورة محلياً في مجال القدرات العسكرية، ما لا يتوافر لدول العدوان الخليجية رغم ما تملكه من تقانة حربية حديثة وتلال الرز"، يقول سيد الثورة، ويُردف محذراً: "لدينا -كذلك- من القدرات التي يجري تطويرها ما يكفي لأن ننتزع روح من يطمع في أن يسلبنا حقنا في الحرية والكرامة، والأيام المقبلة كفيلة بالكشف عنها فعلاً لا قولاً".
وعلى مصاف اتفاقية السويد، يرسل رسالة جريئة وحاسمة: "أي تصعيد في الحديدة سيقابله رد في عمق الدول المصعدة".
داخلياً، يتوعد سيد الثورة الفساد بجراحة تطهّر منظومة الإدارة منه وتستأصل شأفته من مؤسسات الدولة التي درجت على الفساد كنهج طيلة زمن الوصاية.
ماضون -إذن- في خيار المواجهة، وواثقون بلا ذرَّة ريب في صوابه وباطل القعود عن النهوض بالمسؤولية التي يمليها علينا..
أحرار إلى الأبد، وأبعدُ من عين الشمس على المعتدي حُلمُ تركيعنا مهما امتد الزمن وتعاظمت الكلفة...
شرفاء لا نقبل الدنية في عرضنا وأرضنا وديننا ودنيانا في مقابل خونة وعملاء هم أرخص من مناديل ورقية يمسح بها تحالف العدوان قاذوراته، وينفخ فيها أنفاسه النتنة كأبواق فارغة، ويلقي بها نافقة بلا أسف في مكب نفاياته.
قادمون في عام خامس، وموقنون بنصر الله لنا وتأييده، لا نرتاب في ذلك طرفة عين، وقد صدقنا وعده رأي العين في كل مضامير الجهاد وميادين الشرف والعزة، وباتت مواقفنا المشرّفة أسفاراً مقدّسة يتعلم منها أحرار العالم، وينهل منها شرفاؤه.. وباتت بطولات مجاهدينا رجال الرجال في الجيش واللجان الشعبية، قبلة الهامات المرفوعة على امتداد المعمورة، ومحط إعجاب ودهشة وزهو الشعوب التوَّاقة للانعتاق من حظائر وأرسان الهيمنة الأمريكية ووهم قوتها المطلقة التي أهانها ويهينها أبطالنا بـ"الولاعة" على مرأى من عيون البشرية الراهنة.
هؤلاء اليمانيون يحجبون اليوم محيا الشمس بغبار جموعهم المتدفقة لإحياء ذكرى الصمود، ويُشعلون أهدابهم شموساً وأقماراً لكل المستضعفين في الأرض... هؤلاء اليمانيون بحق، فأين أدعياء اليمنية؟!
هؤلاء الوطنيون بصدق، فأين أدعياء الوطنية؟!
هؤلاء الرجال بالفعل والقول، فأين أشباه الرجال من أدعياء الرجولة المنبطحين على تُخوت حُجَّاب المليك والأمير وتحت أحذية وعصي وكرابيج ضباط وجنود الاحتلال الأجنبي بلا شرف ولا نخوة؟!
وهذه هي قيادتنا الطليعية الثورية المرابطة في خطوط النار، تُشاطر شعبنا الخبز المُـرّ بكرامة، ومجاهدينا الجراح والآلام في خنادق البطولة، وتغيظ الكفار كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، أشداء على قوى العدوان الكوني، رحماء بينهم، كرماء في أرضهم، يُقارعون الاستكبار، كليوث وكواسر في الهيجاء، ويبذلون أيديهم لدعوات السلام بذل المقتدر...
هذه هي قيادتنا المشمولة بالرعاية الإلهية وجموع شعبها الشريف، فأين "الذين تألهوا سقطوا كما سقط الخفاش، في نارنا احترقوا كما احترقت على النار الفراش، مات الطغاة الظالمون وشعبنا المظلوم عاش"؟
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. والشفاء لجرحانا.. والحرية لأسرانا.. والنصر القريب لشعبنا اليمني الشريف الصابر المجاهد.

أترك تعليقاً

التعليقات