تناقضات ما قبل الانفجار
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
هندسة المنطقة الجديدة ستكون مؤقتة. كل شيء سوف ينفجر فجأة. ما تفعله الولايات المتحدة أو ما تحاول فعله هو ليس دفع الدول العربية للاستسلام، بل دفع الشعوب العربية لقبول حكم العبودية والإعدام الجماعي. قد يمر هذا المسعى في لحظة العتو الأمريكي الحالية؛ لكنه لن يكون مؤبداً. المنطقة سوف تذهب في زمن ليس ببعيد إلى فوضى وحروب وكوارث كبرى تطيح بكل ما يخطط له اليوم.
لا يوجد نتائج قطعية في المنطقة. والتخطيط الأمريكي - «الإسرائيلي» يفترض سيطرة «إسرائيلية» (بالوكالة) مطلقة على المنطقة على حساب مصر والسعودية وتركيا وإيران.
«إسرائيل» كمفهوم ودور لا يمكن أن تستمر إلا بالتوسع، وكلام نتنياهو عن إخضاع إيران، وباكستان بعدها، لم يكن زلة لسان. لم يعد من الممكن لـ»إسرائيل» أن تستمر سوى بهيمنة مطلقة على المنطقة وصولاً إلى حدود الصين. ولم يعد من الممكن أن تستمر الولايات المتحدة كقوة عالمية مهيمنة سوى بإخضاع الصين وكل بؤر الممانعة العالمية.
في هذا الإطار، تحاول تركيا، التي تلتحف عباءة «الناتو»، أن تستفيد من التناقضات لتتوسع أكثر، وهي تقدم نفسها كوكيل لـ»الناتو» بديلاً لـ»إسرائيل» أو يعمل بالتوازي معها، فيما تتوجس مصر بالدرجة الأولى وتخطو خطوات متثاقلة نحو الصين وروسيا وهي تجر سلاسل تبعيتها للغرب. ولن تسلم السعودية هي الأخرى من التقسيم إن سيطرت «إسرائيل» بشكل مطلق على المنطقة. ثمة تناقضات كثيرة في المشهد لن يطول الوقت قبل أن تنفجر.

أترك تعليقاً

التعليقات