أن تحيا بكرامة مهدورة
- هيثم خزعل الثلاثاء , 31 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:25:25 AM
- 0 تعليقات
هيثم خزعل / لا ميديا -
بعد اجتياحها لبنان في العام 1982 ظلت «إسرائيل» حتى العام 2000 تحتل كامل منطقة جنوب الليطاني احتلالاً مباشراً. كان الحاجز المشهور أو المعبر كما يسمى موجوداً في كفر تبنيت.
هذا الواقع لم يكن يستفز غالبية اللبنانيين، الذين كانوا يكملون حياتهم بشكل طبيعي، وعوداً بالسلام وسياحاً خليجيين وحفلات ورقصاً وتقاسماً للمغانم بين زعماء الطوائف وانتخابات وموازنات وتبولة وكبة نية...!
تعايش اللبنانيون ثمانية عشر عاماً مع واقع لبنان (بلا جنوب الليطاني) كان مرادفاً للعيش بدون كرامة أو مع كرامة مهدورة أو «مدعوسة» كما يقال بالعامية اللبنانية.
كان من قرر الانتفاض على هذا الواقع وقلبه قلة قليلة أوصل إيذاؤها المتواصل لقوات الاحتلال قادة هذه القوات لأخذ قرار بإخلاء المنطقة والانسحاب منها.
مشكلة هذه القلة أنها لم تستغ العيش مع قلة الكرامة أو مع كرامة مهدورة. ومشكلة معظم خصومها ومنتقديها في لبنان والمنطقة أنهم اعتادوا العيش بكرامة مهدورة، وأن من يقاتل في سبيل كرامته هو مرآة عاكسة لتفاهة ووضاعة صورتهم، لذلك يتوجب محاربته بأية كلفة حتى القضاء عليه.
مشهد الدبابات المتجولة اليوم في وادي الحجير مستفز لكل إنسان يريد أن يحيا بكرامة؛ لكننا سنقضم غيظنا مؤقتاً، أقول «مؤقتاً» لأن المشهد الحالي لن يدوم، ولن يكون أبدياً والظروف الدولية متقلبة ولن تنتهي كما تشتهي «إسرائيل». هذه ليست النهاية. إنها البداية فحسب.
كاتب لبناني
المصدر هيثم خزعل
زيارة جميع مقالات: هيثم خزعل