ما بعد رياضية
 

طه العزعزي

طه العزعزي  / لا ميديا -
فيما يخص مسألة وقوع الحدث، أي حدث في مسرح الكرة الأرضية، وردات فعله المقترنة، ثم الأخرى تلك العارضة بزمنه المُستمر، في ذلك كله، لا ييأس العقل البشري وهو التحليلي والاستنباطي في التعامل مع الأحداث بما هي مشاكل تهدد العالم، من ردها علمياً إلى جدول خوارزمي خاص بالنتائج والاحتمالات المترتبة.
وقد شاهدنا كيف تعامل الغرب مع مسألة انتصار «طوفان الأقصى» على الكيان الصهيوني في غزة. خرج البعض منهكاً بحسابات طويلة، وأن الفارق شاسع بين ما تمتلكه حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» من جهة وما تمتلكه وتتفوق به «إسرائيل» من جهة أخرى، وهو أيضاً دليل عملي وحتمي على أن المقاومة الفلسطينية منتصرة.
تنفق «إسرائيل» المليارات لشراء الأسلحة وتأتي بالأجد منها إلى ميدان المعركة، بمساعدة أمريكية وأوروبية واضحة، بينما لا تكلف حماس نفسها كل هذا العناء، والإنفاق الذي لا يرجح كفة النصر بالنسبة لها، يأخذ الواحد منهم كما شاهدنا في الإعلام الحربي لكتائب القسام، قاذف على كتفه، ثم يصيب به هدفاً.
العالم أمام علن رياضي وفيزيائي بالكم والكيف، فالهدف الدبابة التي تقدر بملايين الدولارات، أمام قاذف الكتف و»الياسين». مسألة تحتاج إلى أكثر من عقل رياضي ليسخر من النتائج التي ظنتها «إسرائيل» كحماية أبدية، وكشكل حاسم لن تغلب من بعده.
علم الاحتمالات هو أحد العلوم الرياضية المهمة، يتدارس الاحتمالات العشوائية. إنه قلق الرياضيات كما أظن، أو قلق تغير وعشوائية الأرقام المحصورة بين (0 و1)، حيث يعتمد على هذا العلم الرياضي العديد من منشئي ومطوري البرامج والأنظمة الحاسوبية التي غزت العالم.
مع ذلك كله، ثمة من كسر النمط الرياضي الكسول في عقليات غير منتبهة، والتي كانت إلى حد تظن الحياة بوتقة لا يمكن الخروج منها. دوام حال ذلك ما أصيبت به بعض الدول العربية من خوف من الكيان المحتل، خصوصاً بعد حرب حزيران من عام «النكسة» إلى مطلع القرن الألفي.
يهزم المقاوم اليوم في فلسطين لغة الاحتمالات الواقعة بين (0 و1) كما هزمت الأحجار وابل الرصاص، وكما دمرت القذائف الدبابات، وكما اخترق مقاتلو القسام التحصينات القتالية، يكسر عن العرب والعالمين النمط المقولاتي الذي سار مثلاً، أقصد مقولة: «الجيش الذي لا يُهزم»، يفعل ذلك من المسافة صفر، إنه يهزم خوف الجميع.

أترك تعليقاً

التعليقات