«داعش البيضاء»!!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
الكيان الصهيوني لا يبحث عن نصر عسكري. العملية ليست موضعية في غزة. اقتحام المستشفى هو بغرض الإيذاء النفسي، ليس لأهل غزة، إنما لـ500 مليون عربي، ومليار و800 مليون مسلم، ولكل معارض للنظام الكوني (نظام الهيمنة الغربية الأحادية على العالم).
لا تبحث الولايات المتحدة، بإتاحتها المجال للكيان الصهيوني لارتكاب ما يرتكبه، عن ردع «حماس» أو قوى محور المقاومة فقط. هي تبحث عن ردع أهل المنطقة كلهم.
تسريب صور الأطفال والنساء وما يحصل لهم والمستشفيات وما يحصل فيها وقصف البيوت، كل ذلك عبارة عن فصول في «فيلم الرعب الأمريكي» المستمر منذ أكثر من 40 يوماً. هذا الفيلم لا ينفذ بالصدفة، بل له مقاصد مبنية على دراسات «علم النفس الاجتماعي»، وهذا السلوك ذاته استعملته كل القوى الاستعمارية على مر التاريخ. أما التنفيذ فيتم على يد «داعش البيضاء» أو «داعش الغربية» المسماة «إسرائيل».
«إسرائيل» هذه ليست دولة، هي نسخة «بيضاء» من «داعش»، مع قوات جوية وتكنولوجيا عسكرية فتاكة. ما ضرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ليس الردع «الإسرائيلي»، إنما منظومة الردع الأمريكية لأهل المنطقة، والمبنية بالدرجة الأولى على الردع الصهيوني. ولكي يستعيد الأمريكي ردعه أوكل المهمة القذرة إلى أداته الصهيونية حتى لا يضر بصورته العالمية.
تكبير رهانات هذه الحرب من قبل الأمريكي يعني أن تأثير الهزيمة سيكون مضاعفاً عليه وعلى «الإسرائيلي». لن تستطيع الولايات المتحدة ولا الكيان الصهيوني تحمل تبعات الهزيمة، وهما يحتاجان نصراً حاسماً وواضحاً وجلياً لتجاوز تداعيات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ولهذا السبب رفعت الولايات المتحدة سقف توقعاتها من هذه الحرب إلى حد محو قطاع غزة عن الخارطة بالتدمير والتهجير، وهذه الخطة مستمرة.
لذلك فإنه يستحيل القبول بـ»هدنة» أو بـ»وقف لإطلاق النار»؛ لأن «وقف إطلاق النار» يعني إطلاق ديناميات تفكك الكيان الصهيوني الداخلية، وبالتالي فإن الكيان واقع بين كارثتين، هما: إكمال حربه التي أخذت شكل حرب الاستنزاف، و»وقف إطلاق النار»، ولكلا الخيارين تداعيات كارثية على مستوى الجبهة الداخلية وعلى مستقبل الكيان ذاته، ولا سبيل لإقناعه بقبول «وقف إطلاق النار» سوى بتعظيم كلفة الحرب عليه، لجعلها تتجاوز كلفة تحمل تبعات عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات