هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
ثلاثة ملايين «إسرائيلي» باتوا يدخلون بشكل يومي إلى الملاجئ. هذا ما يعنيه قصف «تل أبيب». المسألة ليست في القدرة التدميرية أو بالأحرى بالتماثل في القدرة التدميرية، بل بالأثر النفسي لهذا القصف اليومي.
السؤال هو: كم من الوقت ستصمد جبهتهم الداخلية؟ لقد منّى المستوى السياسي في «إسرائيل» نفسه بتفكك حزب الله إثر الضربات التي وُجّهت إلى هرمه القيادي، وبتنازلات سريعة من الجانب اللبناني إثر هذا التفكك، أو بحرب خاطفة في أحسن الأحوال مع تنظيم مفكك بلا قيادة. هذا لم يحصل، و«إسرائيل» غارقة في حرب استنزاف لن تتحملها جبهتها الداخلية.
ستبقى حيفا و«تل أبيب» تحت النار يومياً طالما أن الحرب ستستمر. لا شيء ينجي «إسرائيل» مؤقتاً سوى القفز بالصراع خطوة إلى الأمام بقصف إيران، وكل تأخير في هذه الخطوة سيزرع الخوف والتشكك والريبة بين الجبهة الداخلية والمستوى السياسي والعسكري في الكيان.
ثمة أخبار تقول إن بلينكن حاول إقناع قادة الكيان بتأجيل الضربة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أي تأجيلها أياماً قليلة. هذا ممكن؛ لكن الضربة بحد ذاتها باتت حاجة استراتيجية لـ«إسرائيل»، كي تستطيع الاستمرار في هذه الحرب، وهذه الضربة قد تكون مقتلاً لها.
الرئيس الإيراني كان، الخميس، في موسكو، وثمة استعجال إيراني روسي مشترك لتوقيع «اتفاق الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، والذي قد يتضمن بنوداً تتصل بأمن الدولتين.
سبق لإيران أن وقعت اتفاق شراكة استراتيجية مع الصين فكت بموجبه عزلتها الاقتصادية. لن تسمح الصين وروسيا للولايات المتحدة بخنقهما عبر بوابة إيران، وسينقلب الهدف الاستراتيجي «الإسرائيلي» في  الحرب، والمتمثل بتغيير الشرق الأوسط بما يضمن تثبيت ركائز أمنها القومي إلى تقويض نهائي لركائز هذا الأمن، بتحصين موقع إيران وتثبيته كهدف مشترك وضروري للتحالف الناشئ بين القوى الأوراسية التي تواجه الغرب.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات